×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سعود العمراني

أجمل المنقيات!!
سعود العمراني

لو تأمل الإنسان السبب الحقيقي لما يقوم به لتغيرت تصرفاته كثيراً و لكن عقلنا الباطن يخدعنا في كثير من الأحيان بتبريرات و تعليلات تجعلنا نتقبل تصرفاتنا و كأنها ناتجة عن تفكير عميق و منطقي. يعتقد بعض من رأى ما حدث قبل يومين من تجمع لعشرات الآلاف من البشر لمسابقة مزائن الإبل أنهم جاؤوا لمعرفة هل ستفوز إبل ابن القبيلة بالمسابقة أم ستعود محمولة في السيارات و هي تجر أذيالها و أذيال الهزيمة و لكن في الحقيقة هم جاؤوا من أجل تيموسهم، نعم عزيزي القارىء تيموسهم و ليس تيوسهم!!! و التيموس كلمة يونانية أقرب ترجمة لها هي (أنا هنا) فهم لم يتَعنُّوا و يقطعوا كل هذه المسافات فقط لمعرفة من هي الناقة صاحبة الحسن و الدلال و الجَمَال و لكن لإشباع تلك الدوافع النفسية التي تؤزهم أزاً الى حضور مثل هذه التجمعات.

ليس المهم ما يقوم به الإنسان من فعل و لكن المهم ردة فعل المجتمع على ذلك، فقد علت الأصوات بأن ما يفعلونه هو شيء طبيعي و أنهم لو كانوا شقراً مرتدين للبدلات لتقبلنا هذا التصرف!! لا ندري من أين خرجت لنا هذه الافكار و لكن هل من المعقول أن تقارن مسابقة يحضرها المئات من الأشخاص بمسابقة حضرها الاف مؤلفة جعلت لجنة التحكيم ترتعد فرائصها و تؤخر إعلان النتائج حتى لا تثير غضبهم!! أم تقارن مئات من البشر لا يجمعهم أي رابط مع ألوف يجمعهم رابط الدم و العمومة في منافسة أناس لهم نفس الروابط و في مكان واحد!! ليست المسألة في نوعية المسابقة و لكن كيف تم تحويلها لمنافسة بين قبيلتين و نحمد الله أن الموضوع تم تداركه و لم تُثَر النعرات القبلية في مثل هذه الأوضاع التي يطغها عليها العقل الجمعي كما يعرف الجميع.

البعض يردد أن مهرجانات مزائن الإبل من تراثنا و تاريخنا و حقيقة لا أذكر أني قرأت عن مثلها بل أن أول ما يخطر على البال هو داحس و الغبراء و كيف ظن فتى طائش أن فوز فرس القبيلة الأخرى يمس كرامة و كبرياء قبيلته و تسبب في حرب طاحنة حصدت أرواح أناس و تسببت في تيتم أطفال و ترمل نساء!!
في النهاية تبقى المنافسة شيء حتمي من طبيعة الإنسان و هي أمر جميل و لكن الأجمل منها دوام المحبة و الألفة في المجتمع، لا؟!
بواسطة : سعود العمراني
 0  0