×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

المجاهرة بفعل الرذائل
نواف شليويح العنزي

تطالعنا بعض الصحف اليومية من وقت لآخر بأنباء عن المجاهرة بفعل الرذائل المرتكبة من بعض الإناث والذكور الذين تجرعوا عاقبة غياب الدور الأسري المؤثر ؛ حتى أنهم أصبحوا دون وعي للفضائل وأهميتها وأنها قيم وسلوكيات سامية ومصابيح منيرة و خيرات عميمة تسعى لها المجتمعات منذ الأزل بكل ما أوتيت من وسائل التربية والتعليم ، وتعمل على غرسها في نفوس النشء و على كيفية فعلها والوصول إليها والمحافظة عليها ، وتبين لهم أثرها الجليل على المجتمعات بتنوع ثقافاتها ، ودورها العظيم في تماسك كيان المجتمع والمحافظة على عوائده ومكتسباته الثقافية ، ولا يخلو منها مجتمع إلا اندثر وأصبح بلا هوية تتقاذفه أمواج التيارات الفكرية ويعمه التخلف والتبعية العمياء ، والركض خلف كل أمر حديث براق دون إدراك أخطاره وآثاره الهدامة ، وتنقلب حياته إلى تقليد كل سلوك سيء ، ومجاهرة بالرذائل والمباهاة بفعل كل قبيح ونشره بكل وسائل التواصل غير عابىء بتعاليم الدين و التربية فهو يجاهر بفعل ما يرفضه المجتمع ويمقته في جميع الأماكن والأزمان ، و بمجاهرته بالرذائل انساق معه زمر ممن تستهويهم أفعاله المشينة و منحوه التأييد والدعم المعنوي والذي ساعده لفعل المزيد من الانحراف و التهجم على ثوابت المجتمع ، ومحاولة القدح في معتقداته و التأثير على أبنائه والجنوح بهم إلى التقليد السيء ، و أدى غياب دور رب الأسرة ، و الاستخدام السيء للتقنية على مساعدة المجاهرة والمجاهر بالانحلال ونشر ظلامه بطريقة أقنعت وأعجبت كل من يبحث عن الرذائل ويجد فيها الانبهار و التسلية ، ويحقق له أهدافه من وراء ما يعرضه في وسائل التواصل من محاولة التغرير بالآخرين ، وحملهم على فعل بعض الإشياء التي تروق للمجاهر وتحصيل مبتغاه من شهرة ومنفعة ، ولا يتوقف المجاهر عند حد هو ومن ينضم لقافلته فيستمر بزيادة شهرته و كسب المزيد من المتابعين خاصة صغار السن ، وتجديد أساليب المجاهرة ، والتنوع بفعل الرذائل ليرضي أذواق متابعيه ، و عمل على إضاعة جل وقته في العروض التصويرية الفاضحة والجاذبة التي وفرتها له أجهزة الاتصال الذكية الحديثة لينشر الأذى والشر لمجتمعه ، واعتقد المجاهر بقدرته على الاستمرار في خروجه على عوائد وتقاليد مجتمعه وهدم القيم والأخلاق الفاضلة ، ولم يدرك أن هناك حراس أمناء للفضيلة يوقفون كل نفس ضائعة تنال من قيم مجتمعنا ، وأخلاقه الكريمة التي جاء بها سيد الأولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه ، ويؤكدون أنه لا انحلال أخلاقي يسمح به بين أبناء المجتمع ولا مجاهر بيننا يستمر بهدم ما بنته تربيتنا الإسلامية العظيمة ويستفز مشاعر أهل الفضيلة والمحبين لها .
كتبه / نواف بن شليويح العنزي
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0