×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال مجرشي

زمن القولبة!
طلال مجرشي

تعتبر الحروب في القرن الحالي مختلفة تماما عن نظيراتها في العصور الماضيه , وأصبحت الأدوات والوسائل ليست هي ذاتها في ما مضى نظراً لتطور التقنية ودخولها على خط تصنيع وتطوير الأسلحة وطريقة إستخدامها .

حيث نشأت أجيال من الحروب على مدار العقود الماضية بداية من الحرب التقليدية بين جيشين نظاميين ثم طرء مفهوم آخر وهو الجيل الثاني من الحروب المتمثل في حرب العصابات كما حصل في أمريكا اللاتينية ثم الجيل الثالث المعروفه بالحروب الوقائيه او الاستباقية كإسقاط الأنظمة واحتلال الدول كما حصل في العراق وأفغانستان ونحن في مرحلة الجيل الرابع من الحروب وهو إفشال الدوله من الداخل وإثارة الفتن والقلاقل وضرب مصالح الدول اقتصادياً ونشر التقارير المزوره والأكاذيب بحجة إقناع الرأي العام وتأليبهم على الحكام , وأدوات هذا الجيل من الحروب الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني وأحزاب المعارضه والشخصيات النافذه والمشهوره .

وليست هذه أنواع الحروب فقط فهناك انواع لا تقل فتكاً عن غيرها كالحروب الفكرية الثقافية وحروب المخدرات وحروب أخرى نفسيه هدفها بث روح الإنهزامية وإسقاط هيبة العلماء والشرفاء وتسميم المجتمع وتعرف بإسم القولبه , وهي تعني رسم صوره نمطيه معينه لفئة او أشخاص او مجتمع معين بهدف تنفير المجتمع منهم وتشويه صورتهم , وأدواتهم في ذلك الإعلام بالدرجة الأولى وهو أخطر ما يقوم به الإعلام بكل وسائله لغسل أدمغة المتابعين وزرع مفاهيم معينه للشعوب حتى وان كان الكثير منها لا يستند الى حقائق , تماماً كما تعمل قنواتنا الخاصة المتلبرله المحسوبة على بلاد التوحيد من تشويه صورة العلماء والدعاة والاستهزاء باللحيه والمظاهر الإسلامية وتمييع فضيلة العفاف والحشمه في موادهم وبرامجهم ومسلسلاتهم التافهة حتى إنهالت على تلك المحطات الجوائز والشهادات من المؤسسات والشركات الأمريكية التي لولا انها رأت ان هذه القنوات تخدم أهدافها واجندتها وثقافتها لما اشادت بها حتى لو أحضرت تلك القنوات لبن العصفور .

هذا النوع من الحروب بنكهة القولبه أشد ما نعانيه اليوم وأخطر ما يواجه الشباب ويعمل عليه أعداء المله وأعداء الإنسانية ويكون أكتر قولبةً حينما يأتي من أبناء جلدتنا الذين يتكلمون بإسمنا ويدّعون أخلاقنا وينادوننا بشعارات التحرر والتطور ويجعلون من انفسهم وقنواتهم منارات للعلم والارتقاء فيقع في حبالهم السذّج والمراهقين وأصحاب المفاهيم المنحرفه من الناس فيما يظل الغيورين والشرفاء خلف الستار ولا يستطيعوا ان يؤدوا دورهم في إصلاح مجتمعاتهم ,

فإما ان نحسن قراءة ما بين السطور ونبحث عما يصلحنا في كتاب ربنا وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام ويوضع الشخص المناسب في المكان المناسب وإما سوف نصبح فريسه ودمى في أيدي القولبيين يتحركون بنا حيث مالت بهم رياح أسيادهم في الغرب .
بواسطة : طلال مجرشي
 0  0