×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالرحمن سلامة الذبياني

وترجّل الفارس "محمود العبيدان"
عبدالرحمن سلامة الذبياني

وترجّل الفارس "محمود العبيدان"
عرفته منذ أكثر من خمسة وثلاثون عاما لكنني لم أقترب منه وأعرفه عن قرب الا منذ فترة ليست بعيدة ، تمنيت وقتها أنني رافقت ذلك الرجل منذ زمن بعيد ، إنه العم /محمود بن محمد عبيدان يرحمه الله ، نعم إنه نِعمَ الرفيق ونعم الجليس ، كنت معه في آخر لقاء فجر الجمعة في مجلس العم عبدالعزيز العجاجي أطال الله في عمره وهو يوزع ابتساماته المعهودة وقفشاته وقصصه مع من سبقوه من أصدقائه كعادته كل يوم وكنا نلتقي بعد مغرب كل يوم في مجلس صديقه المقرب العم /صالح بن رضا رحمه الله ، ودائما ما يكون أبو محمد هو النجم الساطع لتلك الجلسات ، حيث كان يضفي جوًّا غير عادي عليها ، وله كاريزما خاصة به وحده ، لا يستطيع احد أن يعوضها ، واسمحوا لي أن آخذكم في رحلة قصيرة مع فقيد تبوك الكبير ، كان يرحمه الله محبا لأصدقائه أحياء كانوا أو أموات ، وفيًّا معهم وخاصة الأموات منهم ، وتكاد لا تخلوا جلسة دون أن يذكرهم ويترحم عليهم ، كان يرحمه الله محبا للعمل الخيري وتجده في قمة سعادته عندما يطلب ذلك منه ، كان يجوب الشوارع والحارات يرحمه الله بحثا عن المحتاجين وإيصال المساعدات لهم دون كلل أو ملل حتى أن الكثير من أصدقائه ومعارفه لا يترددون في الاستعانة به يرحمه الله لإيصال تلك المساعدات لما عرف عنه من حب لتلك الأعمال ، وكانت كلمته المشهورة (ياسلام ) لكل من يطلب منه المساعدة وكان معروف عنه حبه لزيارته المرضى حتى من غير بني جلدته وكان آخرها قبل حوالي أسبوعين حيث كان يزور أحد الأخوة المصريين بالمستشفى ، عذرا أبناء الفقيد فهذا غيض من فيض ، ويعلم الله أنني لست الوحيد الذي فقد والدكم ، بل كل من عرف أبو محمد يشعر بألم الفراق لكنها إراده الله ( كل نفس ذائقه الموت ) كنت أشعر دوما أو هو يشعرني دائما بأنني أحضى بتقدير خاص لديه ، قال لي أحد المرات : يا أبا خالد " ليس في الجدال فائدة " ، تلقفت الدرس من المعلم وفهمته جيدا وطبقته وأرحت وأسترحت .
كان أبا محمد يرحمه الله تاريخ متنقل خاصةً تاريخ عوائل تبوك القدماء ، ويعتبر أحد أهم المصادر في هذا الجانب وكنت قد عزمت على تدوين بعض من ذلك التاريخ من أبو محمد يرحمه الله ، خاصةً بعد أن وردت بعض المغالطات من البعض حول العوائل التي سكنت أحياء تبوك القديمة ، وأعتقد أنني اطلعت بعض الأصدقاء على ذلك لكنها إرادة الله ، أعتذر بشدة من الجميع لأنني لن ولا أستطيع أوفي العم أبو محمد يرحمه الله حقه الذي يستحقه ، فعلا كيف لا وهو من يرسم أروع صور الوفاء لزوجته الوفيه أم محمد حينما كان لا يترك أحد يلبي طلبها حتى أبنائه بل يلبيها بنفسه وكله سعادة ، طبعا كنت أعرف ذلك من خلال مكالماته الهاتفية التي كان دائما يحاول إخفاء هوية المتصل ، إنه الوفاء أيها الأخوة من رجل الوفاء لأهل الوفاء .ك.
الجعبة مليئة بالذكريات العطرة عن هذا الرجل ، لكنه القلم أبا أن يكتب الا ما سلف، عذرا على التقصير وعزائي لشريكة أبو محمد ، أم محمد وإخواني أبنائه محمد وإخوانه وجميع أصدقائنا وعلى رأسهم والد الجميع العم عبدالعزيز العجاجي أن يلهم الله الجميع الصبر والسلوان ، وأدعوا الله الكريم رب العرش العظيم ومن جوار بيت الله العتيق أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن ينزله منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، وانا لله وانا اليه راجعون .

عبدالرحمن سلامة الذبياني
مكة المكرمة
بواسطة : عبدالرحمن سلامة الذبياني
 3  0