×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

تضخم النزعة الشرائية
نواف شليويح العنزي

تضخم النزعة الشرائية
ما إن يقترب شهر رمضان والطاعات حتى يتسابق الراغبون بشراء الأغذية والمشروبات إلى الأسواق والمراكز الغذائية المهتمة بتوفير جميع أصناف المنتجات الغذائية المحلية والمستوردة ، و أغلب المنشآت التجارية الرائدة في عالم التسويق والتجارة اهتمت بتوفير كافة الأصناف المتوقع أن يبحث عنها الزبائن بأسعار متفاوتة في الجودة والقيمة السعرية أحيانا ومتقاربة في مواد أخرى ، وكم هم مدركين برغبة كل متسوق بملء سلته التي يجول بها في أقسام المتجر المتنوعة ، وغالبا مايسبق الخطة التسويقية للمراكز التجارية بعض الحملات الدعائية من خلال وسائل التواصل اليومية بين أفراد المجتمع ، ومن خلال إعداد المطبوعات الورقية الجاذبة للمتسوقين والتي يتم توزيعها داخل السوق التجاري أو في الأماكن العامة والتي تتواجد بها كثافة بشرية دائمة التسوق بكميات كبيرة ، ومع كثرة المنشآت التسويقية الكبرى فإنها تتهافت على خلق الفرص الشرائية للمتسوقين بتخفيض أسعار منتجات غذائية يقبل عليها الجمهور بصفة دائمة وبكميات كبيرة ، ولشهر رمضان الخير النصيب الأعظم في كمية المعروضات الغذائية نظرا لتخصيص أغلب الناس أغذية وأشربة معينة دخيلة على هويتنا الغذائية ، و يتم إعدادها وتناولها في شهر الصوم فقط مما يزيد الأعداد الزائرة للمتاجر وشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية تغص بها السلال المعدنية للمتسوقين ، والتي قد يزيد عددها عن أكثر من سلة غذائية متفوقة على الكميات الغذائية المشتراه في الأشهر التي تسبق شهر رمضان ، ولا يستهلك من هذه المشتريات إلا كميات قليلة وأغلبها يهدر كنفايات ، وفي أحسن الأحوال يتم تجفيف بعضه وتقديمه كأعلاف للحيوانات ، وغيرنا لا يجدها ولا السبيل إليها وهو مقيم بأرض غير بعيد عنا ، و المدرك ببصيرته لهذه النعم المهدرة والمشاهدة يوميا وخاصة في شهر الصوم يستثيره ذهاب كميات كبيرة من الأغذية إلى حاويات النفايات ، وإتلافها بطريقة تخدش شكر النعم الوارفة علينا، وكل هذا الجفاء والجحود للنعم سوف يعود على الجميع بالضرر عاجلا غير آجل ، فنحن أمام ظاهرة تتكرر يوميا تحتم علينا المسؤولية الدينية والأخلاقية الحد منها و وقفها وحث أفراد المجتمع لإصابة عين الصواب في حسن التصرف بالنعم شراء وإعدادا وحفظا لكميات الأغذية الفائضة عن الموائد المعدة ، وتجنيبها الرمي العشوائي في الأماكن غير النظيفة ، وبذل المزيد من الجهود المثمرة لترشيد التسوق و الاستهلاك الغذائي ، وإعداد المشاريع الميدانية للإستفادة من فائض الأغذية بطرق تؤكد أننا نحن أصحاب شكر للنعم ولواهبها الرزاق الكريم .
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 1  0