×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال مجرشي

مجتمعنا بين تيارين أحلاهما مر!
طلال مجرشي

في حقيقة المجتمعات في كل زمان ومكان أنها لا تخلوا من الخير والشر مهما كان رقيّها وصلاحها أو إنحطاطها وتخلفها , حتى في القرون المفضلة وعصر النبوة والخلافة الراشدة لم يكن ذلك المجتمع يخلوا من السلبيات وإن قلّت لأنها سنة الحياة ومن لوازم الصراع الدائر بين الحق والباطل الذي وُلد مع الإنسان ولن يتوقف إلا بتوقف* الحياة على هذا الكوكب .

ولا شك ان مجتمعنا السعودي كغيره من المجتمعات ليس بمنأى عن هذا القاعدة الكونية خاصة ونحن اليوم نعيش صراع الأفكار و الأيدلوجيات المنفتحة على بعضها البعض وأصبح التمييز بينهما يحتاج إلى وعي رشيد وتحليل منطقي من أجل معرفة الحق الذي اختلط بكثير من الزيف والباطل والزخرفة كي يحضى بالقبول والتطبيق لدى الدهماء من الناس .

فقد عاشت بلادنا احقاب زمنية مختلفة وعانت من التطرف والغلو كانت نتيجته تفجيرات وترويع للآمنين وقتل للأبرياء والعزّل بإسم الدين وكانت له الدولة والمواطن بالمرصاد ولا تزال بعض بقاياه المتهالكه مطارده وعلى قوائم المطلوبين إلى ان نجحت الدولة بتوفيق الله ثم بوعي وتعاون المواطن من القضاء على هذا التشدد المقيت وأصبحت تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب والتطرف يُحتذى بها بعد النجاحات والضربات الاستباقية على أوكار الإرهاب والإرهابيين , ثم نشأ في مقابل ذلك تطرف لا يقل دماراً عن التطرف الديني ولا يقل عنه فتكاً بل قد يكون اكثر فساداً وإفساداً وذلك بسبب انه لا يريق الدماء ولكنه يريق الأخلاق والقيم و ينسف الثوابت الدينيه ويجعل الدين كله عرضة لتحليل العقل والأذهان حتى يصبح لكلِِ له رأيه ومعتقده الخاص فتتناثر الشريعة والعقيدة بين أفهام الناس وآرائهم حتى يصبح المرء لا دين يحكمه ولا شريعة تظبط سلوكه وهذا ما يسعى اليه التيار المقابل والمحارب للتشدد الديني .

ولا شك ان محاربة التطرف بتطرف مضاد سينقلنا من ساحة العنف الى ساحة الانحلال وضياع المبادئ والأخلاق وسنخرج من وحل الخراب والقتل الى مستنقع التغريب والتقليد , فكأنك يابو زيد ما غزيت , وهذا ما نعانيه اليوم , تطرف ديني يقابله تطرف لبرالي علماني وكل منهم أشرّ من الآخر وأصبح المجتمع اليوم بين مطرقة الغلوا وسندان الإنفلات وتمييع الدين وكل تيار يطمع في جذب زبائنه وترويج بضاعته الكاسده , لذلك أمامنا ساحه تعج بالمتناقضات واختلاط الحق بالباطل* وعلينا التمييز بين الغث والسمين ومحاربة الجهل بالعلم والتخلف بالوعي والإطلاع , فالعالم والدول اليوم تحكمها شريعة الغاب القوي سيأكل الضعيف ولا مجال للجهل والسذاجه والا سنندم يوم لا ينفع الندم.
بواسطة : طلال مجرشي
 1  0