×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سعود العمراني

بدون سابق إنذار !!
سعود العمراني

(بدون سابق إنذار ) اسم كتاب لامرأة مصرية أصابها السرطان فجأة مع أنها كانت تجري الفحوصات الدورية باستمرار و لكن لم يستغرق ظهوره إلا ستة أشهر بعد اخر فحص!! .. تعتقد الأستاذة أنيسة أن السبب في هذا الظهور المفاجىء هو قهر نفسي و مرارة عاشتها لمدة أسبوعين حين طردت من وظيفتها و الغريب أنها عند إخبارها بالطرد شعرت و هي تغادر قاعة الإجتماع بأنها قد انفصلت تماما عن الواقع و كأن العالم من حولها لا يعنيها و لا أدري لماذا عندما قرأت كلامها تذكرت انقسام الخلايا السرطانية!! في الحقيقة قرأت الكتاب لأعرف ردة فعلها و أقارنها مع ردة فعل كاتب أمريكي أصيب بالسرطان و كتب كتاباً بعنوان (المحاضرة الأخيرة) و كانت النتيجة أن ردة الفعل واحدة تقريباً و لا يهم ما هي ديانتك أو عرقك، لكن العبر من هذه القصص كثيرة يجب أن نتوقف عندها و نحللها.

المرض يجعل الإنسان يدرك أنه ليس بالمهم و أن الحياة مستمرة به أو بدونه مهما علت مكانته حيث تقول الكاتبة أنها حال تلقيها الخبر خرجت من العيادة لتجد الناس يمارسون نشاطهم المعتاد في صالة الانتظار و عندما خرجت إلى الشارع لم تستوعب كيف للناس أن يمضوا في حياتهم هكذا و كادت أن تصرخ فيهم و توبخهم على قلة اهتمامهم!! قد تكون هذه السيدة وصلت للحقيقة المرة متأخراً و لكن ماذا عنا؟! .. الإنهماك في العمل و مطاردة مشاغل الحياة التي لا تنتهي يجب أن نوقفها أو نخفف منها لأن الحياة مستمرة و الخاسر الأكبر هو الإنسان لأنه الحلقة الأضعف.

تقول الأستاذة أنيسة إن الدعم الهائل من أهلها و زوجها كان سبباً بعد الله في تجاوزها أصعب مراحل العلاج، لكن هل كل الناس تحمل هذا القدر من العلاقات الجيدة. هل يحق لمن انشغل عن أبنائه و من حوله و تركهم ليستمتع بحياته كما يقول أن يطالبهم بعيش هذه التجربة المؤلمة و المريرة معه!! تجربة هذه السيدة يجب أن تجعلك تفكر هل هناك من يترك الدنيا لأجلك و لأجل أن يراك صحيحاً معافى؟! ... الإجابة لا يعلمها إلا الله.

السعادة في زمننا ارتبطت بالسفر و المال و كل ما ارتبط بها من تباهي و تفاخر بينما الإنسان المريض هو أكثر من يعرف أن السعادة بعيدة كل البعد عن هذه السطحية بل إنها أبسط من ذلك، إنها الأمور اليومية التي نفعلها بدون أن نشعر و كأنها مسلمات لن نحرم منها. السعادة باختصار هي روتين الحياة البسيط في حال لم تسلب شيئا من صحتك. أعلم أن البعض لن يصدق ذلك و لكن أدعو الله أن لا تصاب بمرض كالاستاذة أنيسة لتؤمن بهذه الحقيقة.

الإنسان بطبعه غافل عن النعم و لا ينتبه لها إلا بفقدها و لكن بقراءة مثل هذا الكتاب يستطيع الإنسان أن يدرك واقعه و يتأمل في حياته و السعيد من اتعظ بغيره، لا؟!
بواسطة : سعود العمراني
 0  0