×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد آل الياس

خصوم السلفية ... ماذا يريدون ؟
محمد آل الياس


بلغ العجز مني كل مبلغ ... مالذي يريدونه يريدونه ؟

هو سؤال ليس مترفاً بقدر ما يحمل من جدية داخل مضمونه .
إن المحاكمات بطبيعة الحال لابد أن تكون إلى المناهج لا إلى السلوك وعندما يتم محاكمة السلوك فهذا أمارة الخطأ ، ولا أنكر أن الخطاب السلفي كان يحاكم القوم إلى سلوكياتهم ، لكني أحسب أن للخطاب السلفي مبرراً قوياً لاستخدام محاكمة السلوك ، لأن خطاب القوم يحمل كثيراً من الضبابية والتي تتسم بمناقشة أبجديات الإنسانية (وكأنه قد أتوا بالجديد ( على قولة العامة جابها ) ، لذلك فإن محاكمة سلوكياته هي المادة الوحيدة التي تفسر معنى مطالبهم العائمة وخصوصاً فقدان النصوص المفسرة لهذه المطالب .
كلما فتحتُ كتاباً للقوم فرحتُ وطرتُ فرحاً بمقدمته ، إلا أن الصدمة تصيبني عند الدخول إلى أصل الكتاب ، فهو يذكر حقيقة ويكذب معها مائة كذبة ، يمارس لعبة التمويه حتى في ذكر مبادئة ، فإذا كان سيمارس الدنايا في مبادئة فبالله قل لي كيف يتم الحوار الذي يدعو إليه .
ليس هذا ضرب من الافتراء إنما هي الحقيقة التي أحسب أنها ظهرت لي كما ظهرت لمئات الناس بل إن نصوصهم ناطقة بذلك .
ألم تسمع كثيراً في كتاباتهم النهي عن التعصب ، والرجوع إلى القيم الأساسية وهي الحرية والمساواة والقانون ، وعندما تتساءل سؤال البراءة ما هي الحرية ؟ لأن الحرية بالمبدأ الأساسي لديهم لابد أن تكون محترمة للآخر على ما يزعمون- ، لكن هنا إشكال في داخل السؤال كيف يتم تفسير احترام الآخر وعلى أي إطار يتم محاكمة هذا الاحترام فإذا كان الاحترام القبلي يختلف من قبيلة إلى قبيلة فبطبيعة الحال لابد أن يكون الاحترام الذي ينادون به متفق بين هؤلاء الناس جميعاً فما الشيء الذي يجعلهم متفقين جميعا على بنود هذا الاحترام الفردي والجماعي - ، هنا يكمن التخبط !! بل وسيزداد العجب !! والعجب من القوم لا ينقضي والمفرح في الأمر أنهم يدخلون علينا السرور في ظل الأزمات التي تواجه العالم الإسلامي ، فالنكبات والمآسي تجعل الإنسان مكبل بدائرة من الإحباط ، وقد تختفي في أحيان كثيرة الابتسامة ، إلا أنهم ولا أدري أقول جزاهم الله خيرا لإدخالهم السرور علينا ، أم اكف عن ذكر هذه اللفظة بسبب ما يتفوهون به ولا أريد أن استرسل في الحرية وتخبطاتهم فيها إلا أنهم لا يسئمون من ترديدهم لتعصبنا وبغضهم لتفسيرات سلفنا ، ولا يستحي هو من ترديده لنظريات قد زالت وتبدلت فإذا كان يرتضي أن يكون شيخه في مبدأه فولتير ، وأن يكون شيخه سبينوزا ، فلا ضير أن يكون شيخي ابن تيمية ، أو محمد بن عبدالوهاب ، علما أن أي سلفي لما توجه له نقدا لابن تيمية فإنه لا يجد حرجاً في ذلك إذا كان من منطلق علمي بعيداً عن التجريح ، لكن جرب وانتقد أطروحة من أطروحاته العائمة ما الذي يحل به ؟ ولا أدري الجهل من فعل به ذلك؟ أم التعالم ؟، والطامة الكبرى إذا علمت أن انتقاد الغرب للحرية الغربية ، وعلمائهم السابقين أمر فيه مرونة كبيرة حينئذ ستقرأ على القوم السلام .
أحدهم غاضب لماذا تتم البيعة في المملكة على الكتاب والسنة ، أتفهم وجهة نظره ، سواء هل هي صائبة ، أم مفرطة في الخطأ إلا أن هناك سؤال جوهري يطرح نفسه : لماذا دائما أنتم تحاولون أن تعاملونا كأقلية مسلمة ، والبلد والحكومة والأنظمة كلها دائنة بالدين الإسلامي أو متبعة لهذا الدين فأينا مصاب بداء التعصب .
ألم نسمع في الأيام المنصرمة عن تراجعات سلفية كثيرة ، فأين هي تراجعاتهم ، تقرأ السطر خلف السطر ... متحجر ... رجعي ... نصي ... والطرف الآخر ما هو ؟ أيعقل ألا يوجد لديه أدنى خطأ ! وإذا ذكر الخطأ ذكر معه مائة عذر لا أدري أعلاقتهم بالمائة علاقة الشيطان بالكاهن أم مبالغة في العذر حتى لا يقعون في النصية "سبعين عذرا" .
سمعنا كثيراً من يقول الإرهاب وخطاب الإرهاب ، والسلفية مجمعون أن القتل وسفك الدماء ليس ديناً ، ولا حاجة للتدليل على ذلك ، وظننت القوم عن حسن نية أنهم يريدون ما نريد ، لكني تفاجأت والمفآجات لا تنقضي ، لنقرأ هذا النص سويا وهو ضمن ميثاق رابطة العالم الإسلامي : "أن نؤدي فريضة الله علينا بتبليغ رسالته ونشرها في جميع أنحاء العالم ، وأن نؤكد من جديد إيماننا بأنه لا سلام للعالم إلا بتطبيق القواعد التي أرساها الإسلام أن نذلل العقبات التي تعترض انشاء جامعة العالم الإسلامي أن نطرح كل دعوى جاهلية قديمة منها وحديثة ومن وسائل ذلك الدعوة إلى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على مستوى الأفراد والجماعات والدول ، إنشاء مكاتب ومراكز إسلامية تنشط لخدمة الأهداف الإسلامية ، تقديم الإغاثة العاجلة للمسلمين المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية المساهمة في تفعيل نشاط المساجد وعمارتها " فجاء متحذلق من القوم ( جابها ) ليقول لنا من حيث المضمون نلاحظ تداخلاً واضحاً بين ميثاق الرابطة وخطاب تنظيم القاعدة ... انظر إلى هذه الأبجديات في ميتاق الرابطة ، فهو هم كل مسلم يحمل بين طياته نشر دينه وهذا ( الفاهم ) يقول خطاب القاعدة ، إذا ما الذي يريدونه عند ذكرهم للإسلام وأنه دين السلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالله عليكم ألستم في حيرة من أمرهم كما أن في حيرة الآن وخصوصاً بعد قوله تنظيم القاعدة ، والسؤال المتبادر أليست الوسائل هي وسائل الديموقراطية والاخيتار السلمي لنشر المبادئ ، إذا ما هي الحرية التي تزعمونها ؟، والعجب يزداد إذا ضربوا لك مثلا بالغرب ولا أدري هل هم ينظرون للغرب بعين الحقيقة أم الوهم هذه فرنسا العلمانية وهذه أمريكا الرأسمالية وبقي الدول الغربية ما بالهم يضايقون الإسلامي السلمي ، فأي غرب يريدونا ان ننظر إليه ، هنا ستؤمن سبب قول ابن تيمية أن كل مطلق كلي في الأذهان يوجد في الخارج مشخصاً مخصوصاً متميزاً في الأعيان ، وهم ما زالوا يؤمنون بنظر الكلي الذهني الذي لا يلزم وجودها في الخارج التي قد ماتت وتجاوزها الزمن .
ولولا الإطالة لذكرت موضوع العقل ومتعلقاته وخصوصا إذا قال لك نتحاكم إلى العقل وهو لا يعرف على الأقل الاختلاف في تعريف العقل وثمرته في الخلاف ، لأنه لو علم لما تجرأ على ذكر هذه المقولة البالية التي تذكرنا بالصبي إذا عجز عن الجواب قال لأبيه : ( أنا كبرت وصرت فاهم ) .
في الختام يقول سيد قطب ألا من للأقزام بمن يقنعهم أنهم ليسوا بعد إلا الأقزام ؟!.

محمد آل الياسِ
m.a.d.y@hotmail.com
بواسطة : محمد آل الياس
 1  0