×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد بن محه غويدي

لِسُفُنِنا رَبَابين ..!
محمد بن محه غويدي

اعتاد رواد البحار وسالكوها أن يكون لسفنهم رُبَان قائد يتولى زمام الأمور يتولى دَفَتَها بحنكةٍ ودراية ، يَمخُرُ بها عباب المُحيطات فإذا تلاطمت أمواجهُ كان قبطاناً بمرتبة جنرال قد سبرته السنون والأحداث ..
نحن في دولة قد حباها الله بنعمة أن يكون تشريعها سماوياَ؛ دستورها القرآن وسنة المُصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لا مجال فيها للاجتهادات الشخصية والأهواء ولا الجماعات ..
فكان حَرياً أن يكون هناك مرجعية شرعية تتصدر الخطاب الديني لهذه البلاد وتوجهه وتشرف عليه.

لذا كان لزاماً أن تتولى هذه المهمة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

وعلى أن يكون رُبَان هذه السفينة ممن لهم الباع الطويل والتأصيل الشرعي المعتدل؛ ليظهر للعالم أجمع سماحة الدين مُحَبِباً لا مُنفراً.
توالت العقود تلو العقود وتعاقبت رجالات كانت خير مَن كان أهلاً لثقة قيادتنا الحكيمة.

وممن كانت له بصمات سابقة في مجالات عِدة آن له أن يكون وزيراً ورُبان لوزرة الشؤون الإسلامية.

ففي اليوم 18 من شهر مضان 1439 هـ أُصدرَ مرسوماً ملكياً بتعيين معالي الشيخ الدكتور / عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبدالرحمن آل الشيخ . وزيراً لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد .
تولى العديد من المناصب منها :

مديراً عاماً لإدارة التفتيش في الرئاسة العامة لإدارة البحوث بالتكليف.
مساعداً لأمين ثانٍ لهيئة كبار العلماء بالمملكة
مستشاراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عندما كان أميراً لرياض .
رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمرتبة وزير

معاشر السادة ديننا ليس محَلاً للاجتهادات دون النظر في المصالح والمفاسد؛ فالمصلحة العامة والدائمة خير وأحب من المصالح القاصرة . وديننا ليس مرتعاً وستارأً لتأسيس الجماعات الحزبية المتطرفة وليس منبراً لكل من يهرف بما لا يعرف ..!

فكانت لمعالي الشيخ الدكتور/ عبد اللطيف آل الشيخ إسهاماته في العديد من التحولات الداخلية والخارجية في الشأن الدعوي وتحسين وسد الثغرات وتصحيح الذبذبات في الساحة الدعوية فأسهم إسهامات محمودةَ العُقبى ، فحين ترأسه سابقاً لجهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منع المتعاونين الذين لا يحملون صفة رسمية من التعرض للناس بسم هذا الجهاز ، ومنع التجاوزات التي تحمل حنقاً وتبعات من المجتمع على هذا الجهاز وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . كما منع منعاً باتاً المطاردات بعربات الحسبة حفاظاً على الأرواح والعربات والاكتفاء بتدوين أرقام العربات وإحالتها للجهات ذات الاختصاص .
وما زالت تتوالى المحاسن لتدعيم رؤية 2030 لتكون البلاد نموذجاً ونجماً ساطعاً على كافة الأصعدة والمجالات.

فلما أصبح وزيراً للشؤون الإسلامية والأوقاف " دعا الدعاة والعامين امتثالاً لقول الحق تبارك وتعالى : ( ادع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية " .. وفق المنهج الذي صار عليه خاتم المرسلين والانبياء صلى الله عليه وسلم ، وصحابته رضوان الله عيهم ومن تبعهم بإحسان " .
أولى عناية خاصة لمنابر الجمعة خير عناية ألا يعتليها توجيهاً للناس إلا من كان متأصلاً بالعلم الشرعي اللازم ليفقهوا الناس في عباداتهم ومعاملاتهم وعلاقاتهم وشؤونهم كافة ، حتى لا تضل به الأهواء ولا تتفرق بهم السبل وتزل بهم الأقدام في حماة البدع ومُضلات الفتن.

تتنوع أعمال الوزارة ويشتد الحِمل وخير ما يقال : الرجل المناسب في المكان المناسب.

فمن أنظمة الوزارة : نظام إدارة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ، نظام استضافة ضيوف الحرمين الشريفين في الحج والعمرة ، نظام مسابقة القرآن الكريم الدولية والمحلية ، نظام الأعمال الدعوية ، نظام المساجد ومنسوبيها . كلها تجتمع تحت سقف وزارة واحدة وتحت إشراف مباشر من معاليه في متابعتها وتطويرها لتصل للقاصي والداني . لا سيما متابعة المراكز الإسلامية التي أنشأتها بلادنا في أصقاع بلاد العالم وزيارتها وتفقد أعمالها باستمرار وعملٍ دائب لا يفتر .

فما فَتِئَ معالي الشيخ الدكتور / عبد اللطيف آل الشيخ حاثاً على الوسطية في الدين دون إفراط أو تفريط ما يُظهر للعالم سماحة الدين .
ولم يكتف بذلك بل له عدة كتب وأبحاث خدمةً لهذا الدين منها :
كتاب بعنوان " خصوم الدعوة في العهد المدني ومظاهرها في العصر الحاضر ".

كتاب فقهي بعنوان " الحيازة والتقادم في الفقه الإسلامي مع مقارنة بالقانون الوضعي ".

كما له عدداً من البحوث والمحاضرات والندوات دولياً ومحلياً ولقاءات تلفزيونية وإذاعية.

داعين الله أن يلهمه العون والسداد بتوفيق منه جلَّ في علاه.


محمد بن محه الغويدي. @m_ghwidi
بواسطة : محمد بن محه غويدي
 2  0