×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سعود العمراني

فوبيا البخور!!
سعود العمراني

لا أعلم حقيقة هل أنّي الوحيد الذي لديه مشكلة مع البخور أم أن هناك من يشبهني؟! و لا اعلم هل هي طريقة تجهيزه و تقديمه ما أكرهه أم أنها فوبيا في داخلي منه؟! المهم أن هناك عداوة واضحة بيني و بين شيء يعتبره الأغلبية جميلاً و منعشاً.

في كل عزيمة نحضرها تكون الأمور رائعة حتى يطل علينا صاحبها و هو يحمل مبخرته و يبدأ بالدوران بها على الضيوف، حينها يهيأ لي أني أنتظر دوري في الإختناق، أما أم المصائب حين يصر أن تحتضن المبخرة و تحيطها بشماغك فتصبح بين نارين، نار الإختناق و نار الخوف من أن تسقط عليك و تحرقك، و لكن في الاونة الخيرة بدأت أعتذر بدون توضيح الأسباب فماذا سأقول لهم، أنني عندي فوبيا منها!!!

المشكلة الأخرى أن تبخير المنزل من الطقوس المرتبطة بالمناسبات و نفعلها بحكم العادة، أذكر أني دخلت على أخي في مجلس الوالدة يوم العيد و قلت له: لماذا لم تبخروا المجلس؟! .. قال: هذه رائحة البخور!! .. قلت: و هل أنتم كهنة حتى تصبح هذه رائحة بخوركم؟! .. نظر لي باستغراب و قال: و ما يدريك أنت؟! .. صدق و الله فأنا لا أذكر متى اشتريت بخوراً لبيتي، لقد أوكلت زوجتي بهذه المهمة و المسكينة كل يوم تبخر المنزل و تبدأ معها رحلتي بالهرب من غرفة إلى أخرى و كأنها تحمل غولاً في يدها، بل أحياناً أرفض أن يبخروا المكان الذي أجلس فيه بحجة أن رائحته نظيفة!!

في بعض الأحيان يكون قدرك أن لا تحب ما يحبه أغلب الناس، حينها ينبغي عليك أن تتعلم كيف تعتذر بلباقة عن تقبله في الحياة العامة و أن تبحث عن بدائل له في حياتك الخاصة بدلاً من أن تجبر نفسك على ما تكره، لا؟!
بواسطة : سعود العمراني
 0  0