×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ماجد ساعد ابوذراع

"بني عطية" تودع ابنها البطل "أحمد العقيلي"
ماجد ساعد ابوذراع

( بني عطية تودع ابنها البطل أحمد بن عبدالله عايش العقيلي العطوي )



خرجت اليوم من بيتي بنفس مطمئنة وروح زاكية وعافية في المسكن والوطن ... خرجت وخرج ملايين معي من السعودية بهذا المشهد الذي يحسدنا عليه كثير من الناس الذين حرموا الصحة والأمن بسبب الحروب والدمار والفرقة في الصفوف وتبعثر الكلمة بينهم فكان النتاج خريف عم أرجاء أوطانهم وبلاء ضرب أعماق حياتهم الصحية والإجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية فاللهم لك الحمد والشكر على هذه النعم المتوالية في ظل قيادتنا وولاة أمورنا حفظهم الله ورعاهم

في ضوضاء حياتنا اليومية قد يغيب عن نواظرنا أبطال كان لهم الفضل بعد الله في تمتعك الآن في تجارتك وعملك وبيتك وأسرتك وسائر حياتك

قبل ليالي قريبة اتصل عليّ أحد اشقائي المرابط في الحد الجنوبي
كانت ليلة مطيرة شاتية قارصة قال لي ( برسالة نصية) سنمضي في مهمة ولا أدري هل يكتب لنا عمر أو نودع الحياة فدعواتكم لنا بالنصر أنا وإخوتي ...

حينها سكت برهة من الزمن لتترائى لي صور ومشاهد لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي ..

رأيت فيهم الشاب الذي ضحى بشبابه وأولاده وزوجه وجميع ما يملك تلبية لنداء الجهاد في سبيل الله ، رأيت كيف أن جميع أطياف القبائل وقفت في صف واحد وتتبع كلمة واحدة وبرأي واحد من أجل المحافظة على تراب الوطن الذي تقام عليه ركائز الدين والشريعة

رأيت الشظايا كيف تقذف حممها والرصاصات يسمع أزيزها و الأحجار تتساقط بين أرجلهم ومن فوقهم ومع هذا لا يلوون رؤسهم ولا ينكثون عهدهم فهم سائرون نحو مجد الدنيا والآخرة

رأيت أبطالا باعوا الدنيا بما فيها .. صاحبوا الخطر ليلا ونهارا ، رافقوا الإصابات البالغة ، زامنوا سكرات الموت ولم يموتوا ، عزموا على تحقيق مرادهم ونصر قضيتهم

أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ،
إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ


واليوم الأحد ١٤٤٠/٤/٢ سمعنا بإستشهاد شاب ورجل من قبيلة بني عطية بمدينة تبوك هذه القبيلة التي ضربت لها في الأرض المجد التليد والعز المشيد في الماضي والحاضر فهي سليلة النسب عريقة الفروسية والأدب
فيمم وجهك في كل منقبة ومفخرة فأنت في ساحة بني عطية الأكارم.

قوم يحتذى بفعلهم وقولهم و حسن جوارهم وإكرامهم لضيوفهم وبسلاتهم وشدة بأسهم في الدفاع عن أوطانهم وعقيدتهم

يقول الشاعر : سطام بن مشهور الايداء العنزي مادحا لقبيلة بني عطية

بني عطية لاانتخى الرمح بالسيف
مامنهم اللي بالمنية يبالي
ساطين لاحلت صعاب المواقيف
مرّ المصايب عندهم شهد حالي
خصيمهم تكثر عليه التحاسيف
وحليفهم يلقى العضيد الموالي
ياما اعتلوا من فوق قب الشواحيف
وكم راس قرمٍ حدروه الرمالي
ترعى اباعرهم من الريف للريف
ماعنّها نبتٍ عسير المنالي
هم مزبن اللي غربتله الصواديف
يلقى بهم ضلعٍ طويل الظلالي
اهل الوفا لو الليالي مناكيف
فلا تغيرهم صروف الليالي
الشامخين بلا تكبر ولا زيف
الناذرين نفوسهم للمعالي
متسامحين الا عن الذل والحيف
للجار ظل وللعدا جمر صالي
ماشيف فيهم ملمح الذل ماشيف
مايخضعون الا لرب الجلالي
وماينزلون الا بروس المشاريف
هم النجوم ومنزل النجم عالي
هم بالطعون يفرقون المواليف
وهم بالعطايا يرخصون الغوالي
مداتهم تذهل حروف وتواصيف
ياكيف ابوصف شي فوق الخيالي
اكرم من حمول المزون المراديف
اللي دهر ماوقفت بانهمالي
ذولا ربيع الضيف ماهي سواليف
فعلٍ حفظه الوقت مبطي وتالي
ذولا معشية الطيور المهاديف
يوم الردي يبخل بصرف الريالي
بامجادهم كل القبايل عواريف
لاشك جا للشعر فيهم مجالي


فرحمك الله يا أحمد بن عبدالله بن عايش العقيلي العطوي

رحلت ولكن لم ترحل هكذا تموت الشجعان وهكذا يسطر التاريخ بدماء الشهداء.

الجبان هو الذي يموت قبل أن يموت فتستحل دياره وتنهك أعراضه ويستمرئ المذلة والخنوع فأنت رحلت بطلا منتصرا
فلا نامت أعين الجبناء

شربت العلقم أيها البطل لنشرب الصافي الزلال
وطئتم الخطر لننعم بالأمان ، قطعت أصوتكم بالموت ليصدح نداء الإسلام والخير

ها أنت تغادر الحياة وقد
تلطخت بدمائك لتفوز برهنك وجائزتك ...

سقط سلاحك وما سقطت مروءتك وشهامتك وبسالتك

حين رحلت أيها العطوي كانت السماء تشهد والأرض تشهد والأشجار تشهد والملائكة تشهد والبندقية تشهد بأنك أديت ما عليك تجاه دينك ووطنك فكر لوالديك وذويك

ترجلت أيها الفارس من فرسك إلى جنة الخلد والنعيم

فارقت أحبابك ...
لتجمعهم بشفاعتك يوم الدين

أبقيت المآثر وعطرت سيرتك في السماء والأرض ، شاهدتك اليوم صورتك بالجوال وانت ترسم بسمتك و تودع خلانك بإبتسامة ضافية يتخللها نصر ويقين فاسأل الله أن يعمك برحمته ويدخلك جنته

يعتقدون أنك مت ولست بميت
يقول الله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*)

وفي الأياتِ بِشارةٌ من اللهِ بأنَّ من ماتَ في سبيلِهِ فهو حيٌ عِندهُ، وتطمينٌ لِمن على أثرِهم أنَّ لَهُم ذاتَ المنزِلَةِ مُستَبشِرينَ بِنَعيمِ اللهِ ورِضوانِه، فَمن أفنى نَفسهُ مُخلِصاً للهِ روحَهُ فإنَّما نَقَلها من حياةٍ فانيةٍ فيها الطيِّبُ والخبيثُ إلى حياةٍ سَرمَديَّةٍ لا تَفنى، ثِمارُها دائِمةٌ غيرُ مَقطوعة، وطيِّباتها غَزيرةٌ غيرُ ممنوعةٍ، ونَعيمُها أبديٌ لا تَقلُّبَ فيه.


يا أحباب أحمد العطوي اقرؤوا ما اجر الشهيد لترتاح قلوبكم وتسعدوا بقدر ربكم

: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيقْتُلُونَ وَيقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيعِكُمُ الَّذِي بَايعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).فالشَّهادةُ في سبيلِ الله من أَعظَمِ القُرُباتِ وأثمَنِها؛ فَفِيها يُقدِّمُ المُؤمِنُ أغلى ما يَملِكُ على الإطلاقِ إرضاءً للهِ ودِفاعاً عن دِينِهِ، فاسْتحقَّت بِذلِكَ ثَمناً عظيماً من فيضِ كَرَمِ الله سُبحانهُ، وكانت من أرفعِ الرُّتَبِ وأَعْلاها، وأَنفَسِ المَقاماتِ وأَحسَنِها وأبْهاها. وقَد أورَدَت آياتُ القرآنِ العظيمِ وأحاديثُ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مَنازِلَ عديدةٍ ومَراتِبَ عظيمةٍ خَصَّها اللهُ لِمنْ ماتَ في سَبيلِه واستحقَّ منزِلَة الشَّهادةِ، وفيما يَأتي عَرضٌ لِبعضِ ما ذُكِرَ في أَجرِ الشَّهيد.الشَّهيدُ مُشَرَّفٌ في مَقامِ الآخرة يقولُ الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)، وتُبيِّنُ الآيةُ الكريمَةُ اصطِفاءَ اللهِ تعالى للشَّهيدِ وتشريفِهِ بالمنْزِلَةِ، حتّى أنَّ ذِكرَهُ كانَ مقروناً بالنبيِّينَ، وأنَّ صُحبَتهُ ومُرافَقَتهُ في الجنَّةِ جُعِلَت مُكافأةً لِمن أطاعَ الله ورَسولَه.ينالُ الشَّهيدُ درجةَ الفِردوسِ الأعلى في الجنَّة إنَّ مَرتبةَ الشَّهادةِ إذا استحقَّت لِعبدٍ ميَّزتهُ بِعظيمِ الجزاءِ وأخيرِه، ذلكَ أنَّ من استحقَّها لا يَصِلها إلَّا بيَقينٍ خالِصٍ أنَّ حَياتَه الدُّنيا مَمرٌ ومَماتهُ على فراغِها من قَلبِه مُستقر، وأنَّ الآخرةَ إقبالٌ وفيها البِناءُ والجزاء. فإن صَفى قَلبُهُ للهِ مُقبِلاً إليهِ سَمت روحُهُ عن فناءِ الدُّنيا وباعَها بأجرٍ عظيمٍ، فنالَ ما نالَ من الأجرِ حارِثةُ الأنصاريُّ إذ تمنَّى على رَسولِ اللهِ عليهِ الصَّلاة والسَّلام أن يدعو له بالشَّهادةِ فلمَّا صَدَقَ اللهَ صَدَقه فأصابَ الفِردوس الأعلى.
رَوى أنسُ ابنُ مالكَ رضِيَ الله عنهُ أنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بنتَ البراءِ، وهي أُمُّ حارثَةَ بنِ سُراقَةَ، أتتِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ: (يا نَبيَّ اللَّهِ، ألا تُحدِّثُني عن حارثَةَ، وكان قُتِلَ يومَ بَدرٍ، أصابَهُ سهمٌ غَرْبٌ فإن كان في الجنةِ صَبَرتُ، وإنْ كان غيرَ ذلك، اجتَهَدتُ عليهِ في البُكاءِ؟ قال: يا أُمَّ حارثَةَ إنها جِنانٌ في الجنَّةِ، وإنَّ ابنَكِ أصابَ الفِردَوسَ الأعْلَى)
وهذا وعدٌ خُصَّ بهِ الشَّهيدُ دون غيرِه لِعِظّمِ ما كان عليهِ موتُه. لا يُعَّذَّبُ الشَّهيدُ حينَ موتِه (رَوى أبو هُريرةَ رضِيَ الله عنهُ عن الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أنَّهُ قال: ما يجدُ الشَّهيدُ من مسِّ القتلِ إلَّا كما يجدُ أحدُكُم من مَسِّ القرصةِ) وفي هذا الحَديثِ بِشارةٌ لِمن أقبَلَ إلى اللهِ ينوي الموتَ في سَبيلِهِ أنَّهُ لا يجِدُ ما يجِدُهُ ميِّتُ الفِراشِ عندَ موتِه، إنَّما يُسهِّلُ الله ميتةَ الشَّهيدِ، ويُهوِّنِ عليهِ سكراتِه، حتّى قالَ بعضُ العلماءِ أنَّ خروجَ روحِ الشَّهيدِ كعضَّةِ نملة.عَمَلُ الشَّهيدِ يُنمَّى له بعدَ موته (عن فضالة بن عُبيدٍ عن رسولِ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام أنَّه قال: كلُّ ميِّتٍ يُختَمُ على عملِهِ إلَّا الَّذي ماتَ مرابطاً في سبيلِ اللهِ؛ فإنَّهُ ينمي لَهُ عملُهُ إلى يومِ القيامةِ، ويأمنُ فتنةِ القبرِ، وسمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ: المجاهدُ من جاهدَ نفسَه) ذَهَبَ بعضُ المُفسِّرونَ إلى قولِ أنَّ الشَّهيدَ لا يحضُرُهُ المَلكانِ في قَبرهِ لأنَّ ايمانَهُ ثَبتَ بموتِهِ في رباطٍ في سبيلِ الله، وقالَ آخرونَ أنّ المَلكينِ قد يَحضرانِهِ لكنَّهما لا يفتِنانِه بالسُّؤالِ. وإذا قُتِل الشَّهيدُ لم يَنقطِعْ عَملُه الصَّالح، بل يزيدُ ويتضاعف. للشَّهيدِ خِصالٌ ليسَت لِغيره (قالَ رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلَّم: إنَّ للشّهيدِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ سِتَّ خِصالٍ: أن يُغفَرَ له في أولِ دَفعةٍ من دمِه، ويَرى مقعدَه من الجنَّةِ، ويُحَلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويُزَوَّجَ من الحُورِ العِينِ، ويُجارَ من عذابِ القبرِ، ويأمنَ من الفزعِ الأكبرِ، ويُوضَعَ على رأسِه تاجُ الوَقارِ الياقوتةُ منه خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ويُزَوَّجَ ثِنتَينِ وسبعينَ زوجةً من الحُورِ العِينِ، ويُشَفَّعَ في سبعينَ إنسانًا من أقاربِه)فاختصَّ اللهُ الشَّهيدَ بستِّ خِصالٍ لمْ تُمنح لِغيرِهِ في مَجموعِها، فيُغفَرُ لهُ بأولِ دَفقةٍ من دمِهِ أو أوَّلِ صبَّةٍ منهُ، ويرى مَقعَدهُ من الجنَّةِ فَيطْمئِن، ويُحلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويُجارُ من عذابِ القبرِ، ويُحفَظُ ويُأمَّن، ويُلبسُ تاجَ الوقارِ تَكريماً لهُ وتعظيماً لقدرِه، ويُزوَّجُ من الحورِ العينِ اثِنتينِ وسَبعينَ تَحديداً لا تكثيراً، ويُشفَّعُ في سبعينَ من أقارِبِهِ.


اسأل الله أن يتقبل شهيد تبوك وأن يجعله في عليين وسلام عليه وعلى والديه وذويه


حرر ضحى الأحد ١٤٤٠/٤/٢
محبكم أبوهشام ماجد ساعد عليان أبوذراع الفاضلي البلوي
خطيب جامع إسكان الأمن بمنطقة تبوك
بواسطة : ماجد ساعد ابوذراع
 1  0