×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد ال فيه

فتشوا في المزارع عن معاناة الوافدين!!
محمد ال فيه



لم ادعُ الله مثل هذا اليوم متضرعًا ، بأن تغلظ العقوبات أو يُسن ماهو أشد منها على بعض "الكفلاء" الذين لا دين يردعهم ولا أخلاق تمنعهم عن ظلم "مكفوليهم" ؛ ففي الوقت الذي خرجت فيه فجر اليوم مستمتعًا ومتأملًا بروعة ماتزهو به مزارع تبوك، كان هناك في الطرف الآخر رجل قد خرج مهرولًا من هذه المزارع، هاربًا منها إلى ماجاورها من رمال ، هائمًا على وجهه باحثًاعن ( وطنه ) ومن يوصله إليه!

هذه ببساطة قصة لحظات عايشتها ، لكنها في الواقع قصة معاناة كبيرة لوافد من الجنسية الآسيوية أخفت إحدى المزارع تفاصيلاها لأكثر من 86 ألف دقيقة ، من المعاناة المتواصلة على - حد وصفه -* من تسلط كفيله وحرمانه وإيذائه معنوياً وجسدياً حتى قرر الهرب إلى الصحراء مفضلا رمضائها وحر أجوائها على جنة الطبيعة التي هي بالنسبة له غير طبيعية ! شكى إلي ثم بكى ثم أكمل شكواه بلغته العربية التي بالكاد تفهم ، لولا أن للغة الإنسانية حضور في حواراتنا التي هي في الأصل عنوان هذا الوطن وأهله ، وما أن أوصلته إلى رجال "أمن الطرق" حتى أستقبلوه متألمين لحاله وآعدين بإتخاذ الإجراء الأمني في مثل حالته بل إن أحدهم سألني قائلًا: ( هو أفطر يومن مامعاه فلوس أو نفطره؟! ) فأجبت بـ ( لا ) وبإعجاب قلت: لايظام وطن أنتم حماته ولايقهر بشر فيه وأنتم أمانه.

إنتهت القصة.. ورحلت وفي داخلي عدة تساؤلات على رأسها ومن أهمها: لماذا تنشط في فصل الشتاء والصيف وفي رمضان حملات توجيه الصدقات للعاملين في المزارع ورعاة الأنعام في المنطقة والتوصية بتفقد أحوالهم ؟! وهل قصة من قابلت هي الوحيدة أم أن هناك في دهاليز تلك المزارع عشرات القصص ممن يقف خلفها إنسان تجرد من إنسانيته وظن أنه بظلمه للوافدين في مأمن.

قراء هذا المقال أرجوكم كونوا لرجال الأمن والجهات الرقابية عينٌ على مثل هذه المخالفات إن وجدت ، وأبلغوا عن أي كفيل حرم مكفوله من حقوقه ، ورواتبه ، وإلى ما لا نهاية من المخالفات التي تجرمها الأنظمة والقوانين ، أما لضعاف النفوس وهم ولله الحمد في هذا البلد قله أقول: إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
بواسطة : محمد ال فيه
 1  0