×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي

المملكة وإحياء الأمن العربي!
عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي

المملكة وإحياء الأمن العربي!
لقد كان العرب الأمة المختارة لحمل الرسالة السماوية ، ونشرها في الآفاق وحراستها ، والحدب عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد ربط الله مصيرهم بمصير الإسلام ، وقرن بينهم قران لايقطعه شيء ، وأشعل قلوبهم حماسا في سبيل نشر تعاليمه ودعوة الآمم إليه ، وقد كان لأخلاقهم ومواهبهم التي حضوا بها بين الآمم ، وغذاها ونماها الإسلام ، ووجهها التوجيه الصحيح ، الفضل الكبير في إنتصارهم على أعدائهم الذين كانوا يفوقونهم فحطموا امبراطوريتي الرومان ، والفرس.

ولقد جد في العالم العربي منذ مطلع القرن الواحد والعشرين حوادث وتطورات قوضت دعائم حياتهم ، وأركان خلقهم العربي الإسلامي الذي عجنت طينته بالإسلام وحبه والوفاء له والتفاني في سبيله ، وأذهلت أحوالهم كل فكر ، وعقلت كل لسان ، وادمت كل قلب ، فالكارثة فادحة تقصم الظهر ، وتذيب المهجة ، وتحير العقل ، وتحطم الأعصاب ، وكل مايقال عنها قليل وقاصر ، ولم تكن القضية شخصية يسقط فيها قائد ،أو يخفق فيها زعيم ، فما أهون ذلك وما أكثر أمثاله في تاريخ الآمم والحكومات ، ولكن اقترنت بهذه الأحداث تساقط الحكومات العربية ، وتلوث بهذا التشرذم الذريع اسم العرب الذي كان يملاء القلوب مهابة ورعبا ، والذي ارتبط به تاريخ مجيد مشرق من أروع التواريخ الانسانية ، واعتمد عليه المجددون والمصلحون ، الا أن التاريخ بقي شاهد على أن هذه الامة ظلت تتحمل الكوارث ولم يغب لها نجم إلا وسطع لها نجم آخر ، ولم يرضى الله بذلهم وهوانهم لأن في ذلهم ذل للمسلمين ، وفي هوانهم شماتة الأعداء المتربصين والله عزوجل يقول ( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) ، والعهد بالعرب أنهم يقرعون الحجة بالحجة ، ويقابلون الرماح بالاعصار ، وهم أصحاب بديهة وعارضة ، والأمل معقود على المملكة العربية السعودية للنهوض بالأمة العربية من كبوتها لما لها نقل ديني ، وسياسي ، واقتصادي ، ودورها الفاعل في جمع كلمة المسلمين الذي لازال يمثل وحدة شعورية وثقافية متماسكة بالرغم من التخريب الرهيب الذي تعرضت له روابطه الروحية والعقلية.

وقد رأينا تجاوب الدول الإسلامية واندفاعها بحماس لتلبية دعوة المملكة لعقد القمم الاسلامية ، وما وثيقة ( مكة المكرمة ) إلا تأكيد على أهمية التآزر الاسلامي ، والتعاون على خير الانسان المسلم ونفعه ، والمملكة عندما تقود انطلاق ( الترويكا ) لصون الأمن العربي في ظل التحديات السياسية والتهديدات الأمنية التي تواجه العرب تعلم جيدا أن مرجع هذا الوضع المخيف هو الفرقة ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) ، وتعي جيدابأنه لابد من إحياء روح التعاون والتضامن والنهوض بمستقبل العرب حتى لاتتم المتاجرة بمستقبلهم كسلعة في سوق المساومات الدولية ، والأمر يتطلب الاستقصاء الدقيق المستوفي لإدراك كل علل هذا التشذرم وأسبابه ، وإيجاد السبل الكفيلة لمعالجة أخطر الأمور ،ومنع إثارة الصراع العقائدي والفكري بين الدول العربية ، وعدم القيام بأي نشاط دعائي معادي بينهم ، والإقرار بأن مصدر قوة العرب هو الإسلام والروح المشبعة به ، وليس النزعات القومية ، ووضع أسس للتضامن الاقتصادي وتسخير القدرات الهائلة والامكانات الواسعة للتنمية الاجتماعية الشاملة .والوضع الحالي للدول العربية يحتاج إلى تمكين من يملكون عقول نيرة وشجاعة فائقة في الرأي ، وعلما بحقائق الأمور ، ومدركين لطباع الآمم وشعوبها ، وفهم لعبر التاريخ. لدراسة الفوضى المتفشية حاليا في العالم العربي من جميع وجوهها ويشيروا على الآمة بما يجب الأخذ به والسير بمقتضاه مع الأخذ بعين الاعتبار بأن علاقات الدول الكبرى تحكمها المصالح ، ومصالح الدول تشبه إلى حد كبير مصالح الأفراد قابلة للتطوير والتغيير ، ويجب الابتعاد عن الافراط في الحب والمغالاة في البغض ، وترك باب العودة مفتوحا وعدم قطع الأسباب ، وعلاقات الدول العربية مع دول العالم يمكن أن تتيح فرصا كثيرة لتكوين رأي دولي مؤيد للقضايا العربية ، وهذا يفسح المجال لمناشدة دول العالم قادة وشعوبا لتحقيق السلام في هذه المنطقة ومنع تحولها إلى جحيم ليس فيه مكان لحياة انسانية كريمة.

فهل يجدر بنا رؤية انبعاث دور للجامعة العربية كخطوة أولى نحو تكاتف عربي أكثر فاعلية وعملا جبارا لرأب الصدع المتجذر في العلاقات العربية ، وتشكيل متحد عربي يتم بموجبه الاندماج السياسي والاقتصادي والعسكري لتعود هذه الامة إلى سابق مجدها وتكون كما قال الله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .

عضو مجلس المنطقة
اللواء م/ عبدالله بن كريم بن عطية
بواسطة : عبدالله بن كريم بن عطيه العطوي
 0  0