×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

إزالة مساكن العمالة
نواف شليويح العنزي

إزالة مساكن العمالة
دخلت الصين بمدينتها المسماه ووهان القابعة في شرق الخارطة الصينية التاريخ الصحي الإنساني الأسوء بنشوء الجائحة العالمية كوفيلد ١٩ على أراضيها ؛ وكورونا المستجد مرض فيروسي يعتقد بأنه انتقل للإنسان من حيوان الخفاش ، والذي قد يكون أنه انتقم من الثقافة الغذائية الصينية الممجوجة عند عامة شعوب الأرض بتناوله كغذاء في وجباتهم اليومية ؛ فكان هذا الوباء وبدايته الأليمة في مدن الصين الواحدة تلو الأخرى ، ومنها إلى مدن كثيرة خارج الصين ، وحينها لم يلتفت العالم ومنظمته المهتمة بالصحة العالمية بخطورة المرض على الإنسان ، وسرعة العدوى غير المسبوقة لدرجة وصول عدد المصابين بهذه الجائحة حتى تدوين مقالي هذا في منتصف أبريل من عام ٢٠٢٠ ما يربو على مليوني إنسان ، يقاسون آلام مرض كورونا المستجد ، ويبحث بعض المرضى منهم عن الهواء فتفشل الرئتان بإمداد الأنسجة ، وخلاياها بما تحتاجه من غاز الحياة لأن فيروس كورونا أعطب أجزاء ليست باليسيرة من أعضاء التنفس الرئيسية ، وعندما أفاقت منظمة الصحة العالمية من سباتها العميق حذرت العالم من خطورة المرض ، و وصمته أخيرا ! بالوباء العالمي فسارعت بعض الحكومات العالمية لتوفير ما تعتقد بأنه يحد من انتشاره في مجتمعاتها، وطورت منظوماتها الصحية وضاعفت ميزانيات الوزارات الصحية ، ودعمت الأبحاث العلمية ، و المصانع المهتمة بالأجهزة الطبية ؛ لإنتاج المزيد من أجهزة التنفس التعويضية ولكن ارتفاع أعداد ضحايا الجائحة أخرج بعض منظومات الدول عن القدرة على الكفاءة والوفاء بالمواثيق الصحية ، وما تشمله التأمينات الطبية وعقودها الموثقة من حقوق أصيلة للمرضى ، وهنا برز للمجتمع الصحي ومنظماته وكوادره بضرورة التأكيد على المجتمعات باتباع الحجر الصحي لمن شك في إصابته بأعراض المرض ؛ أو في حالة قدومه من منطقة موبوءة ، ونشر ثقافة التباعد بين أفراد المجتمع في القرى والمدن وحتى الأحياء؛ لأن الوقاية في جائحة كورونا خير من الآلام ، وقلة التنفس والوفاة ونشرالقلق والهلع بين الناس ، و في جائحة كورونا تعاني العمالة العالمية ذات المستوى المعيشي المتدني من الاكتظاظ في المنازل القديمة ، وحتى الغرف المستأجرة نجد بها كثافة عالية من العمال واستخدمها بعضهم كملاجئ وأوكار للجريمة ؛ مما يترك المجال مؤكدا لتفشي الفيروس بينهم ، ونقله لكل من يقترب منهم أو يخالطهم ، لذلك سارعت البلديات والقطاعات المهتمة بإيقاف زحف الوباء بإخراج العمالة من هذه المساكن ووضعهم في منشآت تعليمية وحكومية مؤقتة تقلل من فرصة تعرضهم للعدوى ، وتضمن لهم العيش بمكان لائق إنسانيا ، مع التأكيد على ضرورة التوجه المستقبلي من قبل الوزارات ذات الشأن لإزالة المساكن العشوائية والقديمة في كافة المدن والقرى ، وإخراجها من صلاحية استخدامها منازل مستقبلية للعمالة ، وإلزام المسؤولين عن المنشآت الخاصة والحكومية بتوفير سكن تتوفر فيه شروط إنسانية وصحية تحد مستقبلا من الأمراض ، وانتشارها وتخفض من نسبة الجريمة المقيدة في هذه المساكن .

كتبه / نواف بن شليويح العنزي
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0