×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبد الفتاح بن أحمد الريس

عيدكم سعيد ومبارك
عبد الفتاح بن أحمد الريس

عيدكم سعيد ومبارك


من المعروف حقاً أن لأعيادنا الإسلامية قدسيتها ومكانتها في نفوسنا جميعاً نحن المسلمين ذلك لأنها لم تقف عند حد التزاور والتصافح والتعانق والتهليل والتكبير والترويح عن النفس فحسب ، وإنما تتجاوزها إلى تعميق روح المحبة والألفة والأخوة والتلاحم والتعاون والتسامح ونبذ الخلافات وما ينطوي عليها من بغض وكراهية بالإضافة لتقديم القربات من زكاة وصدقات وأضاحي وتبادل لفوائدها ومنافعها فيما بينهم ، ولأهمية هذه الأعياد فقد سنها الإسلام عقب نهاية شهر رمضان المبارك من كل عام لتجسيد مدى فرحة المسلم بتأديته لصيام هذا الشهر الكريم على الوجه الذي يليق بعظمته ومكانته راجياً من الله القبول لنيل الأجر والمثوبة ، وكذلك في اليوم العاشر من شهر ذي الحج ممثلاً بعيد الاضحى المبارك والذي يأتي بعد الانتهاء من الوقوف بعرفة وما يعقبه من فرح وسرور أيضاً إبان تأدية الحاج المسلم لهذه الشعيرة بكل أركانها وواجباتها وآدابها وطمعه في النيل من مثوبة خالقه ورازقه جلّ في علاه ، هكذا هي أعيادنا منذ أن نزل الإسلام على خير الأنام نبينا محمد صل الله عليه وسلم وحتى قيام الساعة غير أن عيدنا لهذا العام الفطر المبارك ولربما الاضحى أيضاً سيكونان بخلاف ما ألفنا عليه على مدار عدة عقود ماضية من تأدية لصلاة العيد وتزاور وتصافح وتقبيل نتيجة للقيود التي فرضتها علينا جائحة كورونا والتي استوجبت علينا البقاء في بيوتنا وهو ما يؤدي قطعاً إلى تفويت فرصة تأدية صلاة العيد في المصليات والمساجد وهي الأفضل بطبيعة الحال وما يتبع ذلك من تباعد والتزام بالنظافة العامة لأجل صحتنا وسلامتنا من خطرها الفتاك وهو وضع بلا شك استثنائي وله ما يبرره شرعاً إلا أنه لمن الواجب علينا وعلى كافة المسلمين أينما كانوا وبالرغم من هذا كله أحياء هذه الشعيرة الإسلامية داخل بيوتنا بكل ما يحقق أهدافها وغاياتها ويغرس في نفوس أبنائنا وبناتنا معانيها الروحية السامية لكي يستشعروا بعظمتها ويحرصوا عليها أيما حرص كما فعل ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا الحسنة وكذلك أصحابه والتابعين من بعدهم ومن سار على نهجهم من سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين بدءاً من تأدية صلاة العيد مع الأسرة ودونما خطبة خلافاً لما هي عليه وقتما تقام في مصليات العيد وبعض الجوامع والمساجد قبل هذه الجائحة ومن ثم الاتصال بالأقارب من خلال مُختلف وسائل الاتصالات المسموعة والمرئية المتاحة لما يترتب عليها من تقوية عرى المحبة ووشائج القربى وصلة للرحم كما في الحديث : أسرع الخير ثواباً البر وصلة الرحم ، وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم وكذلك الجيران كما في قول النبي صل الله عليه وسلم :ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه وغيرهم من الأصدقاء والأحباب كلما كان ممكنناً .تجدر الإشارة إلى أنه وحتى إلى عهد قريب كانت مجتمعاتنا الإسلامية بمختلف شرائحهم واطيافهم يهتمون كثيراً بهذين العيدين منذ ثبوتهما وحتى اليوم الثالث فما إن يفرغون من تأديتهم لصلاة العيدين كلاً بحسب موعدهما رجالاً ونساءً وأطفالاً واللتان تُـقامان عادة بل ومن السنة أيضاً خارج نطاق أبنيتهم ومساكنهم إلا ويتبادلون التهاني والتبريكات فيما بينهم ومن ثم يعودون إلى أحيائهم ومنازلهم متنقلين بين أقاربهم وجيرانهم واصدقائهم وزملائهم ومعارفهم مشياً على الأقدام على الغالب الأعم لمعايدتهم وفي جو يسوده الفرح والبهجة والسرور، وفي حالة وجود أبن أو أقارب مقيمون في بلدان أخرى يقومون ببعث رسائل لهم عبر البريد تتضمن السؤال عن أحوال والاطمئنان عليهم وتقديم أحر التهاني القلبية لهم بحلول عيد الفطر أو الأضحى المباركين.

أما من جانب متلقي مثل هذه الرسائل فإن فرحتهم بهذه المناسبة لا يحدها حدود أبداً وذلك لما تحمل بين أسطرها من مشاعر فياضة طيبة من قبل أهاليهم وذويهم وأصدقائهم تثير في وجدانياتهم مدى الشوق والحنين لرؤيتهم في بلدهم ومشاطرتهم فرحتهم بالعيد والتي غالباً ما تُجدد في نفوسهم المسرة والفرحة الغامرة كلما أعادوا قراءتها في ديار الغربة.

في الختام نتقدم للجميع بأسمى آيات التهاني والتبريكات بحلول العيد ولمُسلمينا في مشارق الأرض ومغاربها خالص الدعاء بالعز والنصر والتمكين والرفعة والسعادة.

عبد الفتاح بن أحمد الريس
باحث تربوي ومؤلف وكاتب صحفي
بواسطة : عبد الفتاح بن أحمد الريس
 0  0