×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
إيمان حماد الحماد

عادت الحياة ، فهي بعودتهم تعود
إيمان حماد الحماد

وها قد عادت الحياة في سائر الأرجاء ، بلا استناء.
وارتفعت الأصوات نشاطاً وحماساً حتى ارتقت السماء.
وعَلَت الوجوه ابتسامة ، واكتست إشراقة ، فبها البهاء.
فاليوم كان مميزاً على سائر الأيام ، جاءنا متوشحاً ثوب النشاط ، ومعطراً بعبير علم نالنا منه الشذى حتى شعرنا باغتباط، متزيناً بحلل الهمة ، متغنياً بأهازيج تدفعنا نحو القمة ، ممسكاً بمصباح العلم حتى ينير العتمة .
شعرنا وكأن الأماكن من حولنا تغيرت ، والأجواء حولنا تعطرت ، والأشياء بدت وكأنها قد تزينت ، ولهذا اليوم نرى الجموع تهيأت.
فهاهي الشوارع مزدحمة ، والطرقات ممتلئة ، والوجوه مبتسمة ، وكل الأمور منتظمة ، والمدارس مترقبة ومنتظرة لمن عاد بعد بعاد ، ليبعث فيها الحياة ، ويوقظها من رقاد ، ويملؤها بالزاد ، وأي زاد ؟! هو زاد العقل الذي نحتاجه لمواصلة الجهاد ، حتى يشع فيها نور العلم ، ونرى ضوء الصباح .
هي في انتظار أبنائها وبناتها من الطلاب والطالبات ، تنتظرهم بشوق بعد أن طال غيابهم عنها ، حتى باتت فصولها مهجورة ، وساحاتها بالغبار مغمورة ، فلم تجد من يحفل بها حتى أتوها ليغيروا تلك الصورة .
ومازالت تنتظر هذا اليوم ، حتى استبشرت بقدومهم .
بهم ستبدأ رحلتها نحو المجد ، وبهم تتابع دورها باجتهاد وجد ، حتى تُقَدِّم للمجتمع بُنَاة ورُعاة بلا عد ، وتُخرج لنهضتها رجالا ونساء لا يقف في وجه عزيمتهم سد ، ولا يمكن أن نضع لطموحهم حد ، فإن أضاعتهم وضاعوا فهو أصعب الفقد .
هم بناة الغد ، وصُنَّاع المجد .
وهي ساحة العلم ، وروضة السعد .
واليوم هو يوم العودة ، وهو نقطة البدء .
بدء لعام جديد ، ولكنه امتداد لسابقه والحبل بينهما متين و شديد .
هو يوم الحياة التي عادت ، والهمم التي سادت ، والأيادي التي بعلمها جادت .
فهنيئاً لكل معلم ومعلمة ، وإدارة وقيادة ، عجزت الأقلام عن إنصافهم واحتارت .
هنيئاً لكم علمكم وعملكم ، وجهودكم التي ظهرت للجميع وبانت .
وآثاركم التي أضاءت كل بيت بأبنائه ، وبكم حياتهم استقامت .
وهنيئاً للوطن بكل من قَدَّم وعلَّم ، فعل الكثير ، وأفعاله تشهد له وإن كان لا يتكلم .
فأهلا بكم في روضكم ، فقد حان وقت غرسكم ، ويالعظيم أجركم ، لأن من حولكم سيجني معكم ثماركم ، وينتفع بعلمكم .
هنيئاً لكم هذا الأجر ، فعطاؤكم فيض ، ونحن بعذبه نرغب .
وهو بئر وماؤه بفضلكم لا ينضب ، وصوتكم ووقع كلامكم كلحن تصغي له الأذن وتطرب.
وبكم وبرسالتكم نسمو ، وبعلمكم إلى الله نتقرب .
هي مهمة عظيمة تلك التي امتهنتوها ، وجهود كبيرة تلك التي تبذلوها ، أجرها يفوق أجرتها ، وفضلها يجبر علتها ، وكل متعلم سيذوق لذتها .
فأي فضل بعدكم نذكر ، فبكم تعتدل الأمور في ثباتها وفي مسيرتها .
فلا أفل نجمكم ، ولا قل ضوءكم ، ولا غاب نوركم ، ولا عدمنا خيركم ، ولا حُرمنا جودكم ، ولا حُرمتم أجركم .
وليس بعاقل من يقلل قدركم ، أو ينكر فضلكم .
ويكفيكم فخراً أنكم للأنبياء ورثة ، وبكم يباهي الله ملائكة عرشه .
بواسطة : إيمان حماد الحماد
 0  0