×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صالح الريمي

كيف حالك "يا عيوني"
صالح الريمي

لا يختلف إثنان على حاجة المرأة الملحة في مختلف مراحل حياتها إلى العاطفة كأمر هام وفطري؛ وتأثيرها إيجاباً على عطاءها متى ما أشبعت حق الإشباع، فدائماً ما تتهم النساء بأنهن عاطفيات أكثر، في محاولة غير مقبولة لسلب صفة العقل والمنطق عن المراة، مع أن العاطفة شيء إيجابي للغاية، لا يعد عيباً، كما يصورها ويعتقدها البعض..
سأحدثكم اليوم بحديث صريح، لا تلميح فيه ولا تجحيف،*بل ذكر للحقيقة وكشف للصحيح ووضع الأمور في مواضعها، قد لا تصدقوا أن مزاج المرأة يتحسن بكلمة، ويفسد بكلمة، وتعيش على المشاعر الجياشه،*والأحاسيس الفياضة المرهفة.

قرأت قصة إمرأة مسنة وعن سبب دخولها المستشفى في العناية المركزة إثر نوبة قلبية حادة ومفاجئة، تقول المرأة المسنة:
إحقاقاً للحق عشت مع زوجي 43 عاماً فيها من الجمال الشيء الكثير، كان كريماً وطيباً وكل طلباتي مستجابة، لكن مشكلة زوجي أنه غير عاطفي قليل الكلام عن الحب والكلمات الجميلة..
حتى بدت حياتنا خالية من المشاعر، فجفت ينابيع أحاسيسنا وانهار الوجدان التي يحملها قلبي من الحب له، وعشنا حياة روتينية واياماً عادية جداً، كما كانت حياة أمي وأبي وربما حياة الكثير من الأزواج في تلك الفترة، ولهذا لم أعاتب زوجي كثيراً، لأنه نتاج مجتمع جفت فيه ينابيع الحنان والعطف وكلمات الحب والتودد.

وتكمل حديثها حيث تقول: كنت أحاول بين الفينة والأخرى أسبغ قليلاً من العاطفة على حياتنا وأتجمل وألبس ملابس مغرية له، حتى يراني بأحسن صورة وأجمل منظر، لكن للأسف الشديد لا أسمع أي كلمة إعجاب بملابسي أو بتسريحتي أو أو أو، وكأني قطعة أثاث في المنزل خالية من الأحاسيس..
وهكذا هي حياتنا إستمرت طيلة تلك الفترة بلا مشاعر وخالية من العاطفة والكلام الجميل، حتى فاجأني يوماً عندما دخل علي حاملاً معه باقة وردٍ، ثم أردف قائلاً: كيف حالك "يا عيوني".. سمعت هذه الكلمة الجميلة التي كنت أنتظرها منذ زمن، فلم أتمالك نفسي من الفرحة الشديدة وسقطت على الفور مغشياً عليّ!

بعدها انتابتني نوبة قلبية أدخلت على إثرها إحدى المستشفيات، وبعد عشرة أيام في العناية المركزة، فاقت السيدة المسنة من الغيبوبة بحمد من الله وتماثلت للشفاء من إثر النوبة القلبية التي انتابتها عندما سمعت من زوجها "يا عيوني"..
وبعد الشفاء في حديث جانبي معها قالت: أنها كانت تتمنى أن تسمع هذه الكلمة منذ 43 عاماً، ولم تسمع فيها سوى "يا هوو - يا هيش - يا مرة"، ثم أكملت حديثها قائلة: الحمدلله أني سمعتها قبل أن أموت، انتهت القصة.

ترويقة:
اللطف واللين وحسن الكلام لو كانت نقيصة، ما امتدحها الله عزوجل في شخصية رسوله صلى الله عليه وسلم حين قال له: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، فالفظاظة وغلظة القلب هي نقيض العاطفة الجياشة التي كانت سبباً في تجمع الصحابة الكرام حول نبيه عليه الصلاة والسلام.

ومضة:
يقول أحد الكتاب واصفاً حب المرأة:-
"اذا أحبت أخلصت ووفت وصدقت، فالمرأة أشد عاطفة وأعنف حساسية، والحساسية تختلف عن الإحساس، فهناك من يحس بروعة الربيع ويتنشق شذا ازهاره في حبور، وهناك من يصيبه الربيع وزهوره بالحساسية".
بواسطة : صالح الريمي
 0  0