×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال ابراهيم البلوي

ترجل رجل المواقف والإصلاح
طلال ابراهيم البلوي

رحل عمي الشيخ رويعي عياد البلوي أبو بدر شيخ عشيرة العمارات من وابصة من قبيلة بلي الى جوار ربه وهذه سنة الحياة ، وترك خلفه اثر طيباً لا تمحيه السنين ويبقى في صفحات التاريخ خالداً وشافعاً له بإذن الله يوم القيامة .

لقد فقدت تبوك الجمعة الماضية رجل معروف بالعطاء والإصلاح بين الناس أفنى حياته في خدمة من يقصده سواء من قريب او بعيد ، حلال الصعاب ورجل المواقف وساعي الخير هكذا وصفوه من حضروا يعزوننا في فقدانه.

قضى جل وقته في الإصلاح ما بين الاخرين حتى انه يسافر بالأيام لقضاء حوائج الناس على حساب مصالحه الشخصية ، ويرخص الغالي والثمين من اجل رسم الابتسامة على من حوله ، يساعد المحتاجين بصمت حتى ان بعض اعماله الخيرية لم نعرفها الا بعد رحيله غفر الله له .

حضرت بعض مجالسه فكان مشغول في قضايا ومشاكل الناس جواله لا يكاد يصمت ومجلسه لا يخلو أبداً من الزائرين ومع ذلك لا يكل ولا يمل في مساعي الخير ، يحلها بكل حنكة وحكمة وهدوء وصبر .

ولعل الشافعي كان يصفه (ولم ينصفه!) حين قال:
وأفضل الناس من بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف من أحد
ما دمت مقتدراً فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

لا شك أننا تعلمنا درساً بعد رحيل فقيدنا الغالي ان المناصب التي لا تترك اثراً طيباً بعد وفاتك فلا خير فيها ، وان من يمكنه الله من خدمة الناس والوقوف على حوائجهم نعمة كبيرة تفضل الله فيها عليه وهي المكسب في الدنيا والاخرة ويبقى الناس شهود الله في ارضة .

كان رحمه الله يوصينا دائماً على تقوى الله وحسن الخلق ومشاركة المقربين افراحهم واحزانهم وعلى صلة الرحم ومساعدة المحتاج والمحافظة على لم شمل العشيرة وتمثيلها خير تمثيل عند القبائل الأخرى .

رحل عنا عمي الشيخ رويعي عياد البلوي تاركاً تاريخاً زاخراً نفخر به من الأفعال والمواقف الصادقة والاعمال الخيرية والإصلاح بين الناس ، وتذكرت هذه الابيات

دقات قلب المرء قائلة له
عجل بما يبقى فإنك فاني

ما في حياتك للملاهي فسحة
إن الحياة دقائق وئواني

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
بصنائع المعروف والإحسان

من نال رفع الذكر عاش مخلدا
فالذكر للإنسان عمر ثاني

وترك المرحوم بإذن الله لنا ذرية مخلصة من الأبناء وهم (خير خلف لخير سلف) حفظهم الله وزادهم الله محبة في قلوب كل من حولهم وسدد خطاهم وهم امتداد بإذن الله لأعماله الجليلة ومواقفه العظيمة .
بواسطة : طلال ابراهيم البلوي
 0  0