×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
شاكر هاشم محجوب

لقد نجى من مات
شاكر هاشم محجوب

مجرد ثوان وفي غمضه عين انقلب الحال الى غير الحال لحظات مرعبه ومخيفه كتبت وحفرت في تاريخ هذا العصر وذاكره كل منا، أهوال كنا نسمع عنها بإستمرار في دول بعيدة كاليابان وغيرها ولكن هذه الكارثة وقعها أليم.
هزة ارضية خلعت فيها القلوب وتاهت فيها الابصار واذهبت العقول، هزة جعلتنا نشعر بضعفنا وقله حيلتنا زرفنا الدموع على اخوة لنا في راحوا ضحايا في هذا الحدث الجلل فكيف بأهلهم وذويهم ومن يعرفهم، مات من مات وفقد من فقد، تألمنا أشد الألم لحال أخواننا في سوريا وتركيا ولا نعلم كيف مرت الليالي وكيف ستمر ما بعدها على هذا الوجع وهذا الوضع المأساوي وسط الحطام والدمار، فهناك قبور امتلأت بالشهداء، وقلوب بكت على الفراق، ونفوس باتت بلا مأوى في العراء، ترتعد من البرد، تعاني شتى أنواع الويلات، وكأن لسان الحال يقول لقد نجا من مات، تشرد الكثير وسط الشتاء البارد وفقد كل شيء، وكل ما يربطه بالعالم، بات غريباً في أرضه و وطنه .
لكن وبفضل من الله وتوفيقه تكاتفت الدول العربية وشعوبها وتضافرت جهودهم في الوقوف بجوار سوريا وتركيا في هذه المحنة الأليمة وتم دعمهم بكل ما يحتاجونه من المساعدات سواء الطبية أو المالية وأشياء أخرى لا يسع المجال لذكرها، نعم كنا على يقين بأن كل العرب سيكونون خير معين لهؤلاء، وستقر اعينهم بالفرج عما قريب، وإن تألمنا من حال البعض الذي ذهب إلى التباهي والتفاخر بما قدمه فما لله هو لله، ناهيك عمن أراد تلميع وإظهار دعم دولة على حساب أخرى في صورة مقززة فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
ختاماً لا يسعنا إلا الدعاء لهم، ربط الله على قلوبهم وكفاهم وأواهم وأحاطهم بعنايته وجبره ولطفه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بواسطة : شاكر هاشم محجوب
 0  0