×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
إيمان حماد الحماد

" يوم بدينا "
إيمان حماد الحماد

في ذكرى تأسيس مملكتنا الحبيبة ، وُجِدت لدينا رغبة عجيبة ، في الربط بين ماضيها وحاضرها بطريقة ليست غريبة
، حيث قارنا بين الصورتين بفترة ليست قريبة ، فوجدنا مفارقات عن أسئلتنا مجيبة .
فشتان بين ما كان وما صار ، وكأنه ضربٌ من الخيال ، من بيوت طين وحجر ، إلى مبانٍ وقصور تسعد من نظر
ومن صحارٍ وقفار ترهق ساكنيها بكثرة الترحال ، إلى مزارع وأشجار تمنح قاطنيها ثروة وظلال ، ومن خوف وجهل وفقر و أمراض ، إلى أمن وعلم ونفط من الآبار فاض ، ومن تأخر ورجعية وتعصب ، إلى رؤية بالعطاء غنيّة ، جعلتنا نحرص على تحقيقها بكل حماسٍ وترقب .
فقد تطورت تطوراً ملحوظاً في جميع المجالات ، ولم يكن ذلك صدفة بل كان نتيجة طبيعية لجهود مدروسة ، تقوم
على خطة من أصحاب الهمة العليا متابعة ومحروسة ، وفي كل الاتجاهات متفرعة ، ووصولها لأعلى المستويات كانت غاية مقصودة ، لرغبات محبوسة ، تفجرت حتى غدت نتائجا ملموسة .
ِفما أجمله من قصد ، وما أعمقه من رصد ، وما أصدقه من وعد ، وما أكبره من صيد ، وما أعظمه من جهد ،نُقِل لنا بصدق إحساس وعمق أساس ، وكأنه يعلو بصوته دون حاجته لمكبرات أو دلائل وبيّنات ، أغناهم عنها انفعالهم
وتفاعلهم وثورة بركانهم ، واتساع ميدانهم ، وجموح خيالهم ، وعظمة آمالهم ، فعاد ماضٍ تليد ، ليشهد على حاضر مجيد ، أحيوه ليقولوا للجميع :
" هنا الأساس ، ومن هنا بدينا ، ولهويتنا فضلا ( لا مساس ) ، إذ صنعناها بايدينا "
يوم بدينا " نشعر بالأمن والاستقرار في أغلى الديار "
يوم بدينا " ننتقل من البادية إلى المدينة ونحيا بهدوء وسكينة"
يوم بدينا " نستخرج النفط من الأعماق ، ونعلو بهمتنا لنبلغ الآفاق "
يوم بدينا " ننافس أكثر الدول حضارة ، بل ونسبقها بكل جدارة "
يوم بدينا " نفتخر بأرضنا ، ونعتز بتراثنا ، ونصدح بصوتنا "
يوم بدينا " نسترجع ماضينا لنقوى بحاضرنا ونبني مستقبلنا ..
يوم بدينا ، يوم بنينا
يوم ذكرنا ، وما نسينا
يوم شبكنا إيدينا
وما أحد يقدر علينا
يوم صار المجد سلم
في أعاليه ارتقينا
في العلا نبني علانا
ومن علانا اعتلينا
ابتدينا بعزنا
ولا في يوم انتهينا
فخرنا ما هو بيوم
دوم الوطن غالي علينا ..

فالتأسيس قصة ما أجملها عندما نرويها ، ولها في قلوبنا حصة ، ما أعظمها حين نحييها ، وقد حانت لنا الفرصة ، وما أعظمها إذ عرفنا كل ما فيها ، فليظهر كل شخص حرصه عندما يحاول أن يحاكيها ، ولن يحتاج رخصة ، ليفخر بها عندما يحكيها ..
وكلٌ فيما يخصه ، يختار لنفسه أجمل ما فيها ، ولن يستطيع بفحصه ، فكل ما فيها جميل و سعادتنا بها لا شيء يوازيها ..
فلنعش فرحة الماضي ، وعزته وإبائه بها نبقيها ، وننعش روعة الحاضر بقوته وبهائه نسقيها ، فنرويها ، فنبقيها ونرقيها ، ونبقى في أعاليها ونرقب حلمنا فيها ، وبالآمال نحييها ، وبالأمجاد نعليها .
بواسطة : إيمان حماد الحماد
 0  0