×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
إيمان حماد الحماد

علم لا كالأعلام.. يعلو ولا يعلى عليه
إيمان حماد الحماد

علما أسميناه أم بيرقاً أم راية ،* فكلها مسميات تحكي نفس الحكاية ، لها ذات البداية ، فاستمرت ولم نرد لها نهاية ، وإن كان لكل اسم معه معنى وغاية ، فهو علمٌ عُرِفنا به وصار رمزا لنا في الظواهر والخفايا ، ويُعَرِّف بنا في المحافل ، حيث يُرفع في جميع الزوايا ..
تطور عبر الزمن ، وكان له في كل وقت حكاية ، بدأ مع آل سعود كما نقلت لنا عنه الرواية ، فكان معهم في بداية أمرهم كراية للحرب وأيُّ راية ، وتميز عن الأعلام في حاضر الأيام ، فلا يُنَكَّس ولا يتوسط ساريته ولا يتأثر وضعه بحداد أو حروب فهو عالٍ دون غيره ، وهناك دوما مكانه ، والكل دونه فلا يتغير حاله .
وهو بيرق يسطع دون ضوء ، فبريقه ينبع من شهادة التوحيد التي توسطت أركانه ، وأظهرت للجميع قوته النابعة من إيمانه ، فاهتدى به الضال ، واستقر به الحال ، وتظهر قوة النور عندما يسطع بعد طول ضلال عاشه أتباعه في الظلام ، ظلام صدور لا ظلمة ظهور ، وسواد فريق ، لا عتمة طريق .
وهو راية في وضعه ، ولكنه مدرسة في وصفه ، بما حمله من رموز تفوق بلاغتنا في نقله ، فقد بدأ كراية للحرب ، كساها اللون الأخضر في حب ، وتوسطه هلال كما يتوسط القلب ،* يحملها الفرسان إن صال غازيهم وجال ، فإن رُفِعت فهذا يعني أنه زمن الفِعال ، ولم يعد للكلام مجال ، فهي في الحروب مصاحبة ، وفي السلم مداعبة .
ثم اعتراها بعض التغيير ، فاستبدل الهلال برمز التوحيد الذي كانوا يصدحون به في الهيجا والهجير ، في الخيام وعند الغدير ، في المقام وعند المسير ،* فهاهي شهادة التوحيد تتربع في منتصفها ، فقد حملتها وعلت بها ، وظلت معها عبر العصور تسير ، فمهما تغير في رموزه وأبعاده ، إلا أنها ثابتة به ، فقد غدا بها جدير ، وهو معها خفاق دائما حتى كاد بها يطير ...
ثم في مرحلة تالية ، أضيف لها السيف وهو رمز القوة ، فاجتماع القوة بالدين جلب لنا الخير الكثير ، فها هو السيف يُسْطر تحتها ، فزانت به رايتنا ، وراق لنا نحتها ..
فبالشهادة عُدنا ، وبالعدل والقوة سُدنا ، وها هي في يدنا ، لترتفع خفاقة كما أرادوا لها وأردنا ، ولأجل تلك المعاني التي حملتها ، تميزنا بها ، ولها بالحب زدنا ، وإن كانت الدول تقود بسطوتها ، وتعود بسلطتها* ، إلا أننا بالدين قوتنا ، وبالإسلام قُدنا ، وتلك رايتنا بالتوحيد تعلو ، وقد ابتدأت بنا ، ووصلت لنا ، وستبقى معنا ، بعلوها ، في يومنا ويومها ، وكما تُرى في غدنا ، جادت لنا بالعز ، ونحن بكل معاني الفخر منها جدنا ...
وكما احتفلنا بتأسيس دولتنا ورفع رايتنا ، ها نحن اليوم لتخصيص الاحتفال بها عدنا ..
بواسطة : إيمان حماد الحماد
 0  0