×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
شاكر هاشم محجوب

~مستر شو
شاكر هاشم محجوب

لا يخفى على الجميع أن أي مجتمع يحتوي على فئات تعاني من مشاكل نفسية أو لنقل خلل في السلوكيات، ففي وسط حياة مليئة بالتناقضات والغرائب، حياة تدعو إلى التعجب فيما وصل إليه حالنا ، فنحن نحاول أن نتعايش فيها معاً، اختار لنا القدر ومن في مثل ظروفنا وعلى اختلاف أعمارنا واهتماماتنا ومجتمعاتنا أن نكون فيها غرباء ، نصارع تقلباتها وتقلبات بعض مرضى أفراد المجتمع من الطفيلين والمنافقين ، وإن كان للأسف من ضمنهم من ندعوهم بالأصدقاء.

حياة نحاول أن نمضي فيها بهدوء وطمأنينة وعلى قدر المستطاع نحاول أن نتجاهلهم ولكن عبثاً، فنحن في غابة يستوطنها وحوش بشرية نسير بأقدام عارية مضرجة بالدماء أثر أشواك ملقاة عمداً منهم، هدفهم النيل منا وتعطيل مسيرتنا بأي وسيلة كانت، فمن وجهة نظرهم هم الأولى والأحق بأن يكونوا في الصفوف الأمامية وبأي طريقة كانت في حالة من الهوس والكبر والاستعلاء والتسلط وتصيد الزلات و السقطات حباً في الظهور وباستعراض فج بهدف النيل منا والتقليل من شأننا فالغيرة الشديدة تنهش أجسادهم عند ذكر منجزاتنا وابداعاتنا.
تباً لتلك العلاقات الإنسانية التي بنيت في الأساس لأجل المصالح المشتركة وتبادل المنفعة بأسلوب راقي والتي من خلال منظورهم تحولت إلى مصالح شخصية لأنفسهم فقط وإرضاءً لذواتهم، فقد تمادوا و عميت بصائرهم عن الطريق السوي، وأصبحوا مرضى بداء الأنا، وحب الظهور والاستعراض والتي تصنف ضمن العقد النفسية والسلوكية المجتمعية فهي ظاهرة تأصلت جذورها من التكوين الفردي للشخص وتربيته ومحيطه، فأصبح معقد نفسياً متعطش للفت الانتباه من خلال شكله الخارجي وحديثه وفكره.
نعم مجتمعنا بات يعيش وسط كمية من الجشع واللامبالاة ، يتوق فيها المنتفعون إلى التسلق على حساب وأكتاف الآخرين واستغلال منجزاتهم ولا يتوانوا من نسبها إليهم ، هؤلاء يجيدون وباحترافية متقنة كيفية التعامل معنا وحتى متى يتجاهلوننا وتهميشنا، فنحن مطية لهم، وليتهم يكتفون فهم في سباق مع الزمن للتقدم والهيمنة على كل شيء، مهما اقتضى الأمر وبأي أسلوب كان، حتى وإن وصل الأمر إلى الانتقاد اللاذع دون حرج من كشف حقدهم وحسدهم فقد أصبحوا معميي البصيرة فغايتهم أنا.. أنا وبس، وبعبارة أخرى يبحث الفرد (مستر شو) من هؤلاء أن يكون "نمبر ون".

متى نسمو بالتعامل فيما بيننا ونتعلم أن مواصلة المشوار في هذه الحياة لابد وان يكون بالحب والتراحم والتعاون والتفاني في الوفاء والإخلاص والتقوى ، إلى متى نستمر في هدم صورة الإنسان، ونلهث وراء أطماعنا لنحظى بالشهرة المزيفة، نثير بها الغيرة والحقد والكراهية في قلوب الآخرين، نحط بها نفسياتهم ومعنوياتهم فنخسر حب الناس والثقة فيما بيننا.

متى نرتقي بأخلاقنا وأرواحنا لنصبح مجتمع مثالي فخم السمات، إلى متى نبقى متناسين تلك الحقيقة الواحدة الجلية للعيان الساطعة كنور الشمس وإن كانت السماء ملبدة بالغيوم، نحن و هم فانون، ومصيرنا إلى التراب، وقدرنا بيد المولى سبحانه فكل ذرة عمل بانتظارنا في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
بواسطة : شاكر هاشم محجوب
 0  0