×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

المسارعة والمبادرة
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

اغتنام الأوقات سمعة المتحفز للآخرة المترقب للرحيل (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
فما يمر عليه وقت إلا وله فيه فكرة وعبرة وعمل، فتراه يبادر استغلال أنفاسه فيعمد إلى المسارعة في فعل الخيرات، واقتناصها في فرصتها قبل أن يظهر ما يحول دونها، فمن تدارك عمره فقد أحسن استغلال أيامه قبل أن تتسلط عليه الآفات، ومما كان يكثر منه الرسول صلى الله عليه وسلم استعاذته من الهم والحزن والعجز والكسل، التي تعد من المعوقات الكبيرة عن فعل الخير وفوات فرص تزكية النفس ونفع الآخرين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" رواه مسلم،
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن لله أقواماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها الله منهم فحولها إلى غيرهم"
لا تقطعن عادة الإحسان عن أحد ...
ما دمت تقدر والأيام تارات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت...
إليك لا لك عند الناس حاجات

والمسارعة في الخير فيه عمارة للأرض بما أمر الله واستنفاذا للوقت في خير مسلك لا يعاب فيه ولا يندم عليه، فإن كان في نفع نفسه وإخوانه فقد حصل فيه الظفر، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "خير الناس أنفعهم للناس"
كذلك حثّ عليه الصلاة والسلام على فعل الخيرات وعدد بعضها فقال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"
وهذا ما حرص عليه السلف الصالح وتواصوا به وقدموه على نوافل الطاعات والعبادات.
image
بواسطة : عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
 0  0