×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
إيمان حماد الحماد

كيف نجعل العيد سعيدا
إيمان حماد الحماد

تعددت مناظر الفرح في العيد ، وتنوعت سبل التعبير عن البهجة فيه ، ولكني شعرت أنها لدى البعض كانت متصنعة ومتكلفة ، وكأنها ممزوجة بألم وحسرة وامتعاض ، وكأنهم دفعوا ثمن تلك الضحكات من قوتهم ، واشتروا تلك البسمات بمجهودهم ، فقد بات الفرح فيه غاليا ، بل أنه أضحى على حساب الأساسيات ، فهي في الحساب عدة أيام ، ولكنها تكلفهم أضعاف عددها مقارنة بغيرها من الأيام سائر العام ... .
وكان يكفيهم عن ذلك لو أنهم بحثوا عن أفكار وحلول حول طرق تنظيم ميزانية شهر رمضان وموسم العيد ، وذلك بالنظر لأرباب الأسر من ذوي الدخل المحدود ، والذي أصبح هذا الموضوع هاجسهم ، وعقدتهم ، وكثرة التفكير فيه بات السبب وراء نفورهم من العيد والذي يعتبر فرحة للجميع ، ونراه بالنسبة لهم ضائقة وكأنه اختبار لا يريدون دخوله ، وتجربة يتمنوا لو أنهم لا يخوضوها ، وأيام لو كان بيدهم ما عاشوها ، وهذا ما يتناقض تماما مع المشاعر التي نفترضها بالعيد ، والبسمة التي نرقبها على الشفاه ، والتي أصبحت لديهم متصنعة وهي مجرد رسمة ناتجة عن غصة ، والسبب وراء ذلك الضائقة التي يمرون بها ، والمطالبات التي يعجزون عنها وقد قضى شهر رمضان بمتطلباته على راتبهم ، وجاء على ما بقي منه استعدادهم للعيد ، ونرى الوضع يزداد سوءا كلما زاد عدد أفراد الأسرة ، والذي يجعل الموضوع أصعب ، والتفكير في طرق التوفير لكل فرد ما يحتاجه للعيد بات للمستحيل أقرب ، مما يعكر صفوهم ويظهر عجزهم ، ويحرمهم نومهم ، وينسيهم فرحهم ، وقد يصل بهم الأمر أن يكرهوا أنفسهم ، فكيف لنا أن نساعدهم ، وكيف تراهم يرتبوا أنفسهم ، وينظموا ميزانيتهم ويقوموا بما عليهم دون تقصير ، وكيف يمكن أن يتجاوزا تلك الفترة وقد أدوا ما عليهم بها دون تأخير ...
وذلك بالنظر لمتطلبات الشهر الكريم ومصاريفها ، وزكاة الفطر وكيفية تصريفها ، وتوفير كسوة العيد لمن يعولوهم ، والاستعداد لاستقبال بالعيد من سيزوروهم ، وخصوصا أن الراتب المقبل لا يصل إلا بعد انتهاء العيد بأيام ، ويكون الحال قد وصل إلى أشده ، وقد يفقد بها الراشد رشده ...
فأهيب بكل من لديه القدرة على أن يقدم لهم أفكارا ومقترحات مجربة ومدروسة لتجاوز تلك الفترة ، وطرق جيدة لتنظيم أنفسهم من البداية حتى لا يكرروا تلك الغلطة ، فيعيشوا فرحة العيد كما يجب ، ويقوموا بدورهم الذي عليهم وجب ، وقد يحتاج الأمر للبدء بذلك من شهر رجب ، فهو مجرد نظام وحرص واهتمام ، وبه تصبح كل الأمور بغاية التمام .
فلا نرَ في العيد عابسا ولا ضائقا ولا مهموما ولا مقصرا ... .
وهو ما ينبغي أن يكون ، فهو العيد يا سادة ، ويجب الفرحة به كما تقتضي العادة ، ولا يكون المال سببا في استقباله ببلادة ، وقتل فرحته والنفور منه بزيادة ، وهذا ما ينبغي به الإشادة .. .
فما أجمل أن يعيش الجميع تلك الشعيرة براحة واطمئنان ، ويفرحون بها دون تكلف بما يفوق القدرة على الاحتمال .. .
بواسطة : إيمان حماد الحماد
 0  0