×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
شاكر هاشم محجوب

أفق الذكريات
شاكر هاشم محجوب

أحياناً تعترينا أحاسيس ومشاعر تأخذنا الى الوراء، لنعود بذاكرتنا إلى لحظات متقلبة، تارة تجعلنا نصرخ فرحاً ونطرب إلى حد الرقص، وتارة تجعلنا نغرق في البكاء شجناً وألماً. لحظات ننسى فيها ما حولنا، نتحرر من كل شيء فنتعطر بعبق الذكرى، لنذوب في أحاديث تملؤها ابتسامات ازدان بها جدار الزمن القاسي، وتلاشت مع مرور الأيام وباتت في طي النسيان.

ذكريات تصعب على أنفاسنا المرهقة تحملها، تعلمنا ان الأيام ألوان وكل النهايات أقدار. تتوه فيها المسافات، تتناثر على أرصفتها أوراق أرواحنا المتمردة. نكبر وتكبر بنا الحياة، وتنقش أيادي العمر على ملامحنا، تفاصيلنا المعلقة على كل زوايا أعمارنا، حكاوي ترسمنا وتلون أحوالنا، وآلام اختبئت خلف دموعنا، وأسئلة تتحدى ذواتنا بلا إجابات.

نبحث عن ميناء نرسو فيه ولو أيام معدودة بعيداً عن زخم الحياة، على شواطئ تمتد بطول اوجاعنا ، وخيوط شمس تجتاح أعماقنا وتلتحفنا بالحنين ، نغمض أعيننا لنعانق أطياف أحبابنا بجنون ،تنتشلنا من عثراتنا، وربما نتحرر من مرارة الفراق. تتناجى قلوبنا و تتجافى همومنا على حبيبات الرمل الناعمة لتخط اناملنا على أفق الذكريات، هاجساً يطرق على رؤوسنا، كم من أحلام دفنت تحت انقاض الأمنيات، و آهات ناحت فوق نار الغيابات.

بواسطة : شاكر هاشم محجوب
 0  0