×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
إيمان حماد الحماد

الشبو لمن بمعرفته رغبوا
إيمان حماد الحماد

هو نوع من الإدمان لا يخفى على العيان ، وهو العدو الذي غزانا على آخر الزمان ، وهو الخطر الذي بات يحيطنا في كل مكان ، وهو الضرر الذي لحق بأبنائنا فزعزع بهم الكيان ، وهو الأسْر الذي قَيَّدهم فأطاعوه بكل إذعان ، وأضاعوا بسببه الصحة والعقل وكل أسباب الأمان ، وباعوا أنفسهم بكل جرأة وافتتان ، وشَوَّهُوا حاضرهم وفرَّطوا بمستقبلهم فلم يعد لهم عنوان ، حتى أصبحوا يتوارون بالزوايا والأركان ، ويخلطون بين الأمور فلا مكان يضمهم و لا فرقهم زمان ، فَكُلُّه في شرعهم سيَّان ، وكلنا في ردعهم يبدو جبان ... .
تمكن منهم إدمانهم فلم يقووا عليه ، وسيطر عليهم حتى أصبحوا يفرُّون منَّا إليه ، وتحكَّم بهم حتى أصبحوا ملك يديه ، رغباتهم حُصرِت به ، وحياتهم صارت كتيه ، فقد يذل أحدهم نفسه وقد يجثو على ركبتيه ، في سبيل الحصول على جرعة يفسد بها رئتيه ، ويقتل نفسه بيديه ... .
قصدوه بحثا عن الراحة فأتعبهم ، ضاقت بهم المساحة فأسرهم ، ظنوه آمنا ولكنه أرعبهم ، وتعاطوه ليشعروا بالسعادة فأكربهم ، فإن حاولوا الوقوف بوجهه بسطوة أقعدهم ، وإن حاولوا الاستغناء عنه بدوره أقنعهم ، وإن فكروا بالعلاج نراه بقوة يردعهم ... .
ظهر لهم بادئ الأمر بوجه ولكنه تغير ، وعن حقيقته مع الأيام أسفر ، ولأنيابه عندما تمكن أظهر ، فإن كان لهم دواء فقد أضحى أساس الداء ، وإن بدا لهم هروبا فقد أعادهم للعناء ، وإن ظنوا به خيرا فهو أعظم ابتلاء ، يبدأه شابا وبه يشيب ، وإن كان راغبا دون ترغيب ، سيصبح ضاربا في الأرض لا يلقى المجيب ، وإن رآه سهلا سيكتشف كم أنه أمر صعيب ، ضاعت الصحة فلم يعد ينفع طبيب ، وفَقد المتعة فلا نراه سوى كئيب ، وخسر الصحب فلم يعد يلقى القريب ، وبدّد المال دون حاسب أو حسيب ، وانطفأ ضوؤه فلا يُرى بالرغم أن بجوفه نار اللهيب ، فالعقل بات مُغَيّبا فلا رجاء بمثله وعليه لا عتاب ولا تثريب ... .
فانظر لنفسك واتعظ ، يا صاحب العقل الأريب ، وإن رأيت طريقه فانجو بنفسك وامتعض ، فالفضل يظهر نفسه وعن المُحَنَّك لن يغيب ... .
أسأل الله السلامة للجميع ( لكل صاحب أو قريب أو حبيب ) ، والله أسأل أن يحقق مطلبي وله يجيب .
بواسطة : إيمان حماد الحماد
 0  0