×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
د ناصر الدسوقي

الشِّعرُ بين الواقعِ والمأمول
د ناصر الدسوقي

يعلمُ جميعُنا أوِ الكثيرون مِنَّا أنَّ الشِّعرَ هو أبو الفنون، وهو الفن الراقي والأشمل في التعبيرِِ عن موقفٍ أو قضيةٍ أو حَدَث .
ويعتبرُ أولَ صِنفٍ من صنوفِ الأدبِ على وجهِ البسيطة ، حيثُ نشدهُ أبونا آدمُ عليه وعلى نبينا السلامُ حيثُ قاله راثيًا ابنه هابيلُ حينما قتلَهُ أخوهُ قابيل فقال :
تغيّرت البلاد ومن عليها
فوجه الأرض مغبرّ قبيح
تغيّر كلّ ذي طعم ولون
وقلّ بشاشة الوجه المليح
وجاورنا عدو ليس يفنى
لعين لا يموت فنستريح
أهابيل إن قتلت فإن قلبي
عليك اليوم مكتئب قريح

.....
إذًا فهو تعبيرٌ عن موقفٍ أو حدثٍ كما أسلفنا.
وقرأنا الشعرَ العربيَّ ووجدنا فيه السليقةَ الشِّعريةَ في البناءِ والبلاغةَ في النَّظمِ والفَصاحةَ في اللغةِ والعَبقريةَ في التشبيهِ والتوريةِ
وعرفنا مِن أشعارهم أنَّ البلاغةَ لا تكمُن في أن يكونَ الشِّعرُ غامِضًا مُبهمًا ، بل البلاغةُ في اختيار المفرداتِ والمعاني التي تجعلُ القصيدةَ مُكتمِلَةً في البناءٍ والنَّظم ،
والبلاغةُ في تعريفها لا تعني التعقيدَ والغموض ، بل تعني كيفيةَ توصيلِ المعنى للمُستمِعَ أوِ القارئَ بمفرداتٍ دقيقةٍ وأسلوبٍ جميل ،
ومن الأمثلةِ الكثيرَ في هذا على مَـرِّ العُصُور ،
حتى وصلنا للحِقبَةِ الحاليةِ التي أراها ستمتدُ طويلًا ،
حيث استجدت علينا أنواعُ منَ الشعرِ لنجِدَ أنفُسَنا أمامَ أمـرٍ واقِـعٍ ألا وهو شٍعرُ السَّـرد. ،
ولا نعيبُ هنا عليه أو على كاتبيه ،
لكن السؤالُ هنا . هل أصبح هذا بديلًا للقصيدة العربية المعهودةِ التي يراها البعضُ تضعهُ في قالبِ الجُمودية ،
أم هو هروبٌ مِنَ البحورِ والأوزانِ والقوافي لكوْنِ هذا النوعُ ليس به تقيُّدٍ بما سبق ؟٠
وهل الشعراءُ الآنَ لديهم من الملكةِ ما يجعلهم قادرينَ أن يُصيغون نبض الشارعِ العربيِّ من الخليجِ إلى المُحيط ؟٠
هل شَكَّلَت بيوتُ الشعرِ المنتشرةُ في رُبوعِ الوطنِ العربيِّ ضِمنَ مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إنشاء ألف بيت للشعر في العالم العربي، علامة فارقة في الحراك الثقافي العربي ؟٠
هل سَعَت في برامجها في تحقيقِ المعادلةِ الأصعبِ في أن تعودَ القصيدةُ العربيةُ لسابِقِ عهدها أم هي ....... ؟٠
كل ما استجدَ علينا أصبحَ أمرّا واقِعًا ولا ملاذ َ للتنصُّلِ منه ،
لكن مع الاحتفاظ والتمسُّكِ بهُويتِنا
ولا ننسى أن أولَ شِعرٍ يُنشدُ على وجهِ البسيطةِ نشدهُ نبي ، بل أبو البشر ، ولم يكن سِوَى شِعرًا كما درسناهُ سابِقًا في مراحلِ تعليمنا المختلفة .
وهنا السؤالُ الأخيرُ والأهم ، هل الشعرُ حالياً كما عرفناه ( المأمول )
أم هو الواقعُ حيثُ الحداثةَ والخروجِ من عباءةِ الأصل للتستُّر في المُرقَّع من الثقافات الدخيلة ؟؟.....
بواسطة : د ناصر الدسوقي
 0  0