×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

الـتـخـطـيـط والجــديـــة
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

أكثر ما يضيع الوقت عدم وجود الخطط، فنحن ندفع ثمنا غاليا لعدم التخطيط لما نريده، فالذين يفشلون في التخطيط إنما يخططون للفشل، والأدهى في ذلك أننا لا نستشعر مقدار الخسارة التي نمنى بها، فكثير من الأعمال لا تحتاج إلى وقت طويل لإتمامها، سواء كنت أنت المسؤول عنها لوحدك أو يشترك معك آخرون، ولكن لا يتم إنجازها إلا بعد وقت مضاعف عدة مرات من الوقت المفترض، وقد يكون في ذلك تأخير لأمور أخرى مرتبطة، ولا أكون مبالغاً إن قلت أنه في صور معالجتنا للأمور ومستوى الاهتمام بالأعمال وإنجازها بالخطوات والطرق الحالية نضيع مقدارا كبيرا من التطور في حدود الزمن، ومن ذلك أننا نستطيع أن نتقدم في المستقبل في سنة واحدة ونحقق من الإنجازات ما نحصل عليه في ثلاث سنوات أو أكثر في وضعنا الحالي، وهذا يشكل خسارة كبيرة وفادحة، فإذا بدأت بعمل فاجتهد لإنهائه في أسرع وقت مع إجادته وإتقانه، ولا تتركه حسب المزاج وكيفما اتفق.
ومن المهم تقييد الواجبات والأفكار، وهذا له أثره الواضح والملموس، ففي بعض الأوقات تخطر على بالك الكثير من الأمور التي ترغب بإتمامها، وقد يكون هذا في الأوقات التي تكون مشغولا بها، وعندما تجد فسحة من الوقت تظن في نفسك أنه لا توجد لديك أية مشاغل مهمة وأنت الآن لا تعرف كيف تقضي وقتك وستجتهد في استغلاله (إضاعته) هنا وهناك مما لا يعود عليك بالفائدة الكبيرة، ولو أنك سجلت كل ما يطرأ على بالك من الأمور التي يلزمك القيام بها لعلمت في أوقات فراغك أن عليك تنجز أعمالا عدة كي تصل إلى غايتك، وهذا بالطبع، عند التعامل مع الأمر بصورة صحيحة، لا يمنعك من ممارسة الهوايات التي تحبها أو ما يرفه عن نفسك ويخفف عنها هموم المشاغل بما يخدم هذه المشاغل بصورة تجدد النشاط والهمة، كما أن كتابة ما تريد إنجازه يدفعك إذا رأيته مكتوبا أن تنجزه في وقته، والأمر يحتاج إلى شيء من الإصرار والصبر.
والنسيان عذر الكل يستند إليه، وله في شرعنا مندوحة واعتبار، ولكن هناك أساليب ووسائل يمكن استخدامها بسهولة لمعالجة هذا الأمر والتخلص منه.
بعض الأهداف تحتاج إلى توفر بعض الوسائل لتحقيقها، فترى البعض يردد أن باستطاعته أن يفعل أشياء كثيرة، فيملأ المحيط ضجة بإظهار قدراته التي لم يحجزها سوى نقص تلك الوسائل والإمكانيات، وتفاجأ بصاحبك هذا قد وقف صامتا جامدا لا يتقدم إلى الأمام خطوة واحدة بعد توفر ما هو مطلوب، تساءل مع نفسك هل كنت في موقف مشابه لموقف صاحبك هذا، حاول تحليل المسألة منفرداً ومن ثم ناقشها مع بعض المهتمين للحصول على نتيجة طيبة تعالج هذه الحالة.
image
بواسطة : عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
 0  0