×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
شاكر هاشم محجوب

كشف حساب
شاكر هاشم محجوب

ها هو يقترب عامنا هذا وفي خلال أيام معدودات من طي السجلات وختم كافة الأعمال دقها وكبيرها، ويرحل حاملاً معه كل ملفاتنا، فيها ما فيها من الخير والشر، السقطات والنجاحات، الأحزان والأفراح، كل شاردة وواردة كل شيء. وتبقى تلك التساؤلات في أعماقنا، ما الذي تعلمناه من تجاربنا السابقة، هل ستعيننا في قادم الأيام، هل أصبحنا نمتلك الخبرة في مدارة وتطويع الأمور، حتماً كل هذه التساؤلات تختلف إجاباتها من شخص لآخر بحسب طبيعته وما تعلمه وأكتسبه من خلال تجاربه في تلك المراحل السابقة.

للأسف البعض منا يعيش في دوامة الحياة على غير هدى يمضون يومهم كأمسهم، لا يعلمون عن الغد شيئاً، ولا يكترثون ولا يقدرون قيمة الوقت حجتهم التوكل على الله، حيث أنهم لا يعلمون أن تحقيق مبدأ التوكل لدى العبد لا ينافي أبداً السعي والأخذ بالأسباب التي قدر الله عز وجل المقدورات بها، وجرت سنة الله في خلقه بذلك، فالله سبحانه وتعالى أمر العبد بالأخذ بالأسباب، كما أمره بالتوكل عليه سبحانه، هؤلاء بعيدين عن الاستمتاع الحقيقي لمعنى الحياة بسبب أنهم يعيشون في غيبوبة روحية.

عموماً سنوضح الموضوع بطريقة سهلة، لنفترض أننا جميعنا في سوق كبير ضخم، البضاعة فيه لا ترد ولا تستبدل، نتجول بين دهاليزه ،تدهشنا بعض محلاته، تشدنا بعض معروضاته فتدهشنا ونشتريها غير آبهين بأننا سندفع قيمة كل شيء أخذناه سواء كان عائداً بالنفع لنا أو لا، وهذا لا يتقرر إلا بعد خروجنا من هذا السوق وحينها لا ينفع الندم، للأسف كثيراً ما نجد بأننا قد اقتنينا أشياء ليس لها أي داع، وبعضها أكثر مما نحتاج وما أردنا شراءه وهو المهم نسيناه. لذا علينا أن لا ننقاد وراء أهواءنا و رغباتنا خصوصاً وعذراً على هذه الكلمة "البوهيمية" منها، ونقبل على الدنيا بلا تفكير أو بصيرة متناسين أن الوقت يمضي والعمر يقترب من الرحيل ولا نعلم أتكتب لنا النهاية السعيدة ام لا والعياذ بالله.

ولأن كل الخسائر تهون إلا خسارة النفس وخصوصاً خسارة الدين لابد لنا من وقفة جادة مع النفس، نضع فيها كشف حساب في ختام هذا العام نحاسب به أنفسنا ونقيم به كل ما فعلناه سابقاً ، نستذكر جميع أخطاءنا وهفواتنا، وكيفية معالجتها والتوبة منها وتجنبها مستقبلاً، نعيد تهذيب النفس ومعرفة عيوبها والعمل على إصلاحها، ونعيد توازنها، نفند الإيجابيات والسلبيات، نبحث أيضاً عن كيفية إنجاز الأعمال المعلقة بخطط ورؤى جديدة، لنجعل عامنا الجديد عام الإنجازات.

علينا أن نروي أحلامنا بالإيمان، فحتماً ستنمو آمالنا وتزدهر وتكبر طموحاتنا، نقبل على عامنا القادم بصفحة جديدة خالية من الإخفاقات والفشل، بحياة متجددة متوازنة ومعتدلة لا تخشى الأزمات، حياة نكافح فيها ونجاهد للوصول لبر الأمان، لنكتب بداية جديدة نضمن فيها النهاية السعيدة، فلحظاتنا في الحياة لن تعود فما هي إلا محطة عبور إلى عالم آخر حقيقي هو الفصل الأخير من الحياة الأبدية.

ختاماً ما هو إلا عام يرحل وعام يهل، والحياة تمضي ونحن سنمضي، ولا يسعنا إلا أن نسأل الله لنا ولكم قبول أعمالنا والمغفرة والعفو والعافية، ونبتهل إليه سبحانه وتعالى أن يكتب لنا الخير في كل أمورنا والسعادة في كل أحوالنا ويفرج همومنا ويكشف الغم عنا.
اللهم أجعله عام تحقيق أحلامنا وأمنياتنا، ربنا و وحد قلوبنا على طاعتك وحبك وحب نبيك المصطفى سيدنا وحبيبنا محمد صل الله عليه وسلم.
وكل عام وأنتم ومن تحبون بألف خير.
بواسطة : شاكر هاشم محجوب
 0  0