×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

حمامات المسجد والنظافة العامة
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

قد يذهب البعض بعد الأذان إلى المسجد من دون وضوء، بقصد الاستعجال، أو أن يكون قادما من مكان ما فأحب أن لا تفوته صلاة الجماعة أو تكبيرة الإحرام، فيلاحظ عند دخوله بعض حمامات المساجد أمورا تلفت النظر مباشرة، وفيها من الإزعاج الشيء الكثير، ومن ذلك التسرب الكبير للمياه في الممرات، والذي يتسبب في الانزلاق والسقوط، كذلك أبواب دورات المياه قد يفتقد بعضها إلى المقابض، ناهيك عن عدم وجود الأقفال من ناحية الجهة الداخلية، كذلك عدم صلاحية السيفون للعمل، كما أن خراطيم المياه يكون بعضها ساقطا على أرضية الحمام الداخلية، لتلف مقبضها الذي تعلق به في مكانها على الجدار، وهذا فيه مدعاة إلى أن تتلوث بالنجاسات والقاذورات، وبالطبع فإن هذا نابع من الإهمال وناتج عن عدم الاهتمام بنظافة بعض حمامات المساجد والعناية بها، بالإضافة إلى الروائح المنبعثة من هذه الحمامات.
فهل يليق بمن هو مقبل على أداء عبادة لله ويريد أن يصف قدميه بين يدي الله أن يكون هذا حاله قبل القيام بين يدي الله تعالى، الأمر هنا مناط بمسؤولي المسجد، والحرص عليه والعناية به بحيث تكون المساجد أكثر الأماكن طهارة ونظافة، كما هو مناط أيضا بمستخدمي هذه الحمامات، والذين يجب أن يحرصوا على استخدامها الاستخدام الصحيح تماما كما يحرصون على نظافة حمامات منازلهم.
عند خروجي من أحد المساجد الكبيرة، والتي بناها فاعل خير، رأيت بعض العمال يلبسون زيا موحدا وقد كتب عليه من جهة الظهر (خدمات الجامع)، وعند سؤالهم عن ذلك جاء الجواب أنهم عمال النظافة والترتيب لهذا الجامع بشكل نظامي وأن عددهم ستة عمال.
شيء حسن أن يخصص للمسجد عمال يهتمون بنظافته وترتيبه، وإصلاح ما يتلف من أدواته، ولكن كثيرا من المساجد لا يتاح لها تخصيص مثل هذا العدد من العمال، ولكن بالإمكان الاتفاق مع أحد العمال أن يأتي ساعة يوميا فقط لتنظيف الحمامات وساحة المسجد والمصلى وتغيير المصابيح التالفة وغير ذلك، وهذا العمل لا يكلف كثيرا من المال، وبالإمكان أن يتكفل به أحد المصلين، أو يصرف عليه من صندوق المسجد إن كان هناك ترتيب لذلك.
ونجد كذلك أن الكثير من المساجد تضع عند مداخلها أحذية بلاستيكية لاستخدام الحمام، بحيث يخلع المصلي نعاله ويلبسها ثم يسير مسافة إلى المواضئ ويعود، وعادة ما يكون هذا المسار مبللا بالماء، ويكون زلقا وقد وقع أناس أمامي، بل وكنت أنا في إحدى المرات ضحية لذلك، حيث أن معامل احتكاك الأرضية شبه مفقود، نظرا لاختيار البلاط الأملس الذي يكون عاملا مساعدا للانزلاق بقوة، فوضع مانعات الانزلاق في الحمامات يحفظ بإذن الله سلامة مرتادي المساجد وخاصة كبار السن.
image
بواسطة : عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
 0  0