×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
د ناصر الدسوقي

اليومُ الوطنِيُّ مِنَ التغييرِ إلى التغيير
د ناصر الدسوقي

تحتفلُ المملكة العربية السعودية في الثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام بيومها الوطني ، وذلك حيث تم توحيد المملكةَ ( بلاد الحجاز آنذاك ) تحت رايةٍ واحدةٍ وقيادةٍ واحدةٍ ومُسمى واحد .
لكن دعونا نُعَرِّف بدايًة ما هو اليومُ الوطني أو العيد القومي ؟٠
هو يومُ جلاء لمُستعمِرٍ أو جَلاءً لمُحتَلٍّ أو تحريرًا بالحربِ للبلادِ أو توحيدَ الصَفِّ المُتَفرِّقِ وإيجادِ الُّلحمَةِ الوطنية .
وكان اليوم الوطني للمملكة ليس أول ثلاثةٍ أو آخِرُهم ، بل كان يومًا للإحتفال بتوحيد الصف تحت رايةٍ واحدةٍ ، ومن هنا أصبح هو اليوم الوطني للمملكة .
ومَن يقومُ بمثل هذا فردًا كان أو مجموعةً إنما للتطلُّعِ لغدٍ مُشرِقٍ ومستقبلٍ بِرُؤىً طمُوحًة لِما هو أفضل للبلادِ والعباد ،
فالبلدانُ في شَتَّى بِقاعِ الأرض لا تنهضُ وتتقدم وترقَى بذاتها ، بل بأيادي المخلصين من أبنائها الذين يسعوْنَ بكل ما أُوتوا مِن قوةٍ جسديةٍ تُجسِّدُ رُؤاهم وفِكرهُمُ العقْلاني ،
والاحتفالُ ليس مُجرَّد تذكيرٍ للأجيالِ الباقيةِ وأن ينقلها السَّلفُ للخَلفِ حدثًا وفرحةً ، بل ليعلموا أن سابقيهم ذاقوا الأمَرَّينِ حتى تصير بلادهم على ما يرونه ،
تمامًا كرحلة الطائرة !؟.
كل رحلةٍ بقائدٍ غير السابق وبركاب جُدُد ، لكن الرحلة مُحددٌ قبلتها مُسبقًا ،إذا يكون التكاتف نحو رِفعةِ الأوطان واجبٌ كوجوب الجهاد لا محالة ،
وفي ظلِّ ما نراه من تقدم وتطورٍ في الغرب ونحن أساسه وفرطنا فيه والآن نسعى جاهدين لنلحقَ بالرَّكبِِ ، علينا أن نجعل من ماضينا درسًا لحاضرنا دفعةً لمستقبلنا ، والعقلُ العربي فريدٌ من نوعه ، فهو يبدع إن أراد لذلك سبيلا مع توفير الإمكانات ، والإرادة لله وحده ،
فعلى الجميع السعي الجاد ليكون التقدم بديلا عن النهوض ، تحت ظل قيادات يسلمون بعضهم البعض الراية وكأنهم يسلمون بعضهم السيف والدِّرع ،
الدِّرعُ وهو هُويتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي وهبنا الله إياها أن جعلنا عرب مسلمين ،
والسيف هو هدفنا ليس في المضاهاة ، بل الأكثر من ذلك لنرجع لسابق عهدنا أن صدَّرنا العِلمَ والعلوم والحضارةَ والثقافة للعالم كله ،
هذا بإيجاز هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية .
حفظهما الله بدعوة خليل الله من الأزل سيدنا إبراهيم، وحفظ خادم حرميها الشريفين، وولي عهده، وحفظ أهلها، وحفظ كل بلادي العربية، وأدامها بإذنه آمنة.
كل عام وحضراتكم بخير
بواسطة : د ناصر الدسوقي
 0  0