×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
شاكر هاشم محجوب

خلق التراب
شاكر هاشم محجوب

البعض من ذوي النظرات الثاقبة برغم خبراتهم وثقافتهم الراقية لهم منطق خاص بهم ومنهجية مختلفة يسيرون عليها، منغلقين على ذواتهم، يجدفون بالأنا في بحر لجي لا يبصرون، غرورهم يأخذ بأيديهم إلى الضياع في متاهات الشك والريبة، فأرواحهم غارقة في وحل البؤس والكبرياء المتعالي على الآخرين وربما في قرارة أنفسهم نادمون.

حياتهم الخاصة بائسة يائسة سمها ما شئت لكن الأكيد أبداً لا ترقى إلى تلك الحياة المثالية (التى ندركها جيداً وماهية متطلباتها) او على أقل التقدير حياة مقبولة، فغالباً ما يتخللها الثغرات التى تنغص عليهم صفوهم وإن كانوا يدعون غير ذلك .
أقترب منهم وستتكشف لك أمور تذهلك لدرجة أن بعض من تصرفاتهم في حياتهم الخاصة مع المحيطين بهم تخجل من أن تصفها على أقل تقدير بالغباء،
ولكن.. عفواً انتظر لا ترهق نفسك وتتكبد عناء المحاولة ستجدهم هم من يحاولون اقتحام حياتك واستمالتك إليهم بشتى الطرق عبر تلميع ذاتهم والظهور بمظهر ذلك الشهبذ الذي يشار له بالبنان والمشهور الناجح في كافة مسؤولياته فتنبهر بهم وتصفق لهم من قلبك، لكن ثق بأنك وبعد فترة من الزمن وإن طالت ستعرف أنهم مجرد فقاعة صابون، وطبعاً على اختلاف جودة أنواع الصابون بعض الفقاعات تطول وقد تصل عنان السماء لكن حتماً ستتلاشى.
لست أعلم أي صفة تليق بهم حيث أنهم في شتى مجالات الحياة يدّعون ومن خلال العلم والمعرفة أنّهم أولئك الأخيار، ونشاهدهم يرفعون شعارات الإصلاح الظاهرة وهم لا يريدون إلاّ الفساد، يتحدثون في الأمور العامة ويضعون الحلول وهم ليسوا إلا أدعياء الكذب .
أيضا الرياء لهم نصيب فيه، يراؤون النّاس كثيراً، يظهرون دوماً أفعالهم وإنجازاتهم في كل صوب وحدب و يتحيّنون الأوقات والأماكن التي يكون فيها جمع كبير من العامة والخاصة لكي يتلقوا ويظفروا بالثناء و المديح.
ولا نغفل أنه ورغم أنهم يدركون تمام الإدراك أن الدنيا أخذ وعطاء، لكنهم يؤمنون بنظرية "تؤخذ الدنيا غلابا"، لا أعلم حقيقة كيف يتسنى لنا نصحهم وإرشادهم إلى التبصر لواقعهم المرير، فمن المعيب جداً أن يكونوا بهذا الحال وهم من نفس نسلنا، خلق التراب، نعيش جميعاً في كوكب واحد.
سنهديهم هذه الآية الكريمة.. يقول الله تعالى في محكم كتابه : {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)} سورة الطارق و صدق الله العظيم.
بواسطة : شاكر هاشم محجوب
 0  0