×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
هاشم جدعان

الربيع العربي على مواقع التواصل
هاشم جدعان


منذ العام الماضي تركزت هجمات القرصنة الإلكترونية والتي وصفت بأنها منظمة على بعض مواقع التواصل الاجتماعي لغرض سرقة بيانات المشتركين في هذه الشبكات .البيانات المسروقة كانت في معظمها عادية ولا تمثل أي تهديد أمني إلكتروني على أولئك المشتركين الذين يكتفون بوضع بيانات مقتضبة من اسم وجنسية وتاريخ الميلاد واهتمامات وهوايات وبريد إلكتروني .فشركة "سيجا" طمأنت 1،29 مليون مستخدم ــ في يونيو الماضي ــ لشبكة ألعابها الاجتماعية بقولها أن البيانات المسروقة لم تكن تخص بطاقاتهم الائتمانية ، بل بيانات بسيطة لا تتعدى ما ذكرناه .إذاً ما الفائدة من هذه البيانات ؟ ومن يسرقها ؟ وكيف يستخدمها ؟تحاول بعض الحكومات على مستوى العالم ـ وربما نجحت ـ السيطرة على الرأي العالمي العام من خلال سرقة بيانات المشتركين على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها في تغيير آرائهم وإخفاء الآراء غير المرغوب فيها وإظهار الآراء والأفكار التي تريد أن تصنع بها تلك الحكومات رأيا عاما جديدا وخطيرا إلى درجة تهديد دول أمنياً أو اقتصادياً ومن ثم إسقاطها .فالتمهيد لتمرير أي قرار دولي مهم يتم عبر وسائل الإعلام التقليدية أولاً .. ولكن المشاهد أصبح لا يثق كثيرا بالأخبار والتي اكتشف ـ فيما بعد ـ أنها مكذوبة أومفبركة وخصوصا بعد وصولها كما هي خلال دقائق معدودة إلى "اليوتيوب" الأمر الذي اضطر إلى توجه هذه الحكومات إلى التأثير على مجريات "البحث" وكذلك على "الاهتمامات" بين أعضاء شبكات التواصل .فأنا أثق بصفحتي على البرنامج التواصل وما يتبناه أصدقائي من آراء وكذلك أخبار محلية وإقليمية ودولية وما يظهر عبر أي "بحث" أجريه عن معلومات أو أخبار أو حتى صور .. فلازلت أتذكر مسح صورة لاعب كرة القدم "ابو تريكة" من باحث صور "Google" عندما رفع قميصه المكتوب تحته عبارة تعاطف مع غزة .. وقالت المصادر أن ذلك تم بتحريض من إسرائيل !من يسرق البيانات ؟ ذكرت صحيفة الاقتصادية في خبر بعنوان "الشركات تسهل مهمة قراصنة الإنترنت" كيفية تهاون هذه الشركات في التعاطي مع بيانات مرتادي مواقعها وأن هناك مجموعات قرصنة دولية تتولى عمليات السرقة المنظمة .
ومن جهتها ذكرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية الخبر التالي ما نصه : "أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" اشترت برنامجا جديدا للتجسس على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، مثل "فيس بوك" و"تويتر" ، حيث يقوم البرنامج باصطناع هويات مزيفة للدخول على هذه المواقع ليتسلل عن طريقها إلى المستخدمين، وقالت الصحيفة إن البرنامج، الذي طورته شركة "إن تريبيد" في مدينة سان دييجو الأمريكية بلغت تكلفته ٢.٧ مليون دولار، ويسمح لأي مستخدم في الجيش بالقيام بتسجيل حسابات بهويات متعددة على الإنترنت، والانخراط في محادثات واتصالات إلكترونية مع المشتبه فيهم كالإرهابين وأمثالهم .
ويمكن البرنامج المشغلين الإلكترونيين من القيام بإدارة عدد من الحسابات الإلكترونية المختلفة من نفس محطة العمل دون الخوف من اكتشافهم بواسطة منافسين متطورين. وقال متحدث باسم منطقة القيادة المركزية الأمريكية، التي تشمل الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان إن مخطط الحرب النفسية يطبق فقط في المواقع الاجتماعية الأجنبية، وأضاف: "نحن لا نستهدف المواطنين الأمريكيين، ولا نجرى هذه الأنشطة على المواقع التي تملكها شركات أمريكية"، مشيرا إلى أن التسللات على تلك المواقع لن تجرى باللغة الإنجليزية، لكن باللغات العربية والأردية والبشتوية" .
بواسطة : هاشم جدعان
 2  1