×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
علوان السهيمي

برنامج الثامنة .. والمخدرات!
علوان السهيمي



image


بكل بساطة: إن برنامج الثامنة الذي يعرض على قناة MBC1، ويقدمه المذيع صاحب الكاريزما الشعبية داؤود الشريان، يشبه إلى حد كبير حلوى "شَعَر البنات" التي تباع للأطفال، وشعر البنات عزيزي القارئ عبارة عن حلوى لذيذة تشبه القطن تماما، هشّة لها مذاق جميل، فالأطفال بسهولة جدا يستطيعون أن يلتهموها، نظرا لهشاشتها، وطعمها اللذيذ، لكنها في النهاية لا تسمن ولا تغني من جوع.
فهو كذلك برنامج الثامنة مع داؤود، برنامج لذيذ، ويحمل هشاشة لا مثيل لها، وفي الأخير هو لا يسمن ولا يغني من جوع، فهذا البرنامج مثل الأفلام الكوميدية العربية، يظهر لنا العورات، لكنه لا يستطيع أن يقدم شيئا يستحق الذكر، فصار البرنامج عبارة عن مكبر صوت عملاق نصرخ من خلاله، ولا أثر لهذا الصراخ، مثل مجنون يصرخ في الوادي، وحوله الذئاب والسباع التي تضحك على وعيه، وتضحك على جبنه، وتصرفاته، وهي تعرف بأنها تستطيع أن تلتهمه بأسهل طريقة ممكنة.
فالمجتمع لا يحتاج إلى برنامج داؤود أبدا، فبرنامج داؤود مثل من يذر الملح في الأعين، لنبكي ونحن لا نستطيع أن نصل إلى شيء ذي قيمة في النهاية. أعتقد بأنه من الجيد جدا ألا يعرض برنامج داؤود من الآن وصاعدا، لأنه لم يقدم لنا شيئا سوى البطاقات المعلقة على الكراسي الخالية التي لا يحضر أصحابها للبرنامج استخفافا بالبرنامج أصلا، فحين أراد أن يصنع أصحاب البرنامج لهم بطولة قاموا بتعليق تلك الأوراق على المقاعد الخالية، وبدؤوا يثرثرون على الناس مثل مسنة لا تملك سوى لسانها.
إن كان يعتقد القائمون على هذا البرنامج بأنه برنامج جدير بالاستمرار، فلماذا لم يعرضوا إلى الآن نتائج كل الحلقات التي عرضت فيما سبق؟ فالإعلامي صاحب القضية لا يمكن أن يستمر من أجل ريع الإعلانات، إنما من أجل قضيته، فإذا كانت قضية البرنامج هي مساعدة الناس، والقفز على كل الأشياء المتعثرة، فينبغي لنا أن نرى النتائج من أول حلقة في البرنامج إلى يومنا هذا، فالمسألة لا تتعلق بالصراخ، فإن كان الإعلامي يعتقد بأن الصراخ حلا فعليا لمشاكل الناس، فكل ما عليه أن يتأمل في مسيرة معمر القذافي، ليعرف بأن الصراخ لا يخلّف سوى المزيد من الخيبات!.
برنامج الثامنة مخدر خطير جدا، ونحن نعرف تلك الجملة التي كانت حفظناها عن ظهر قلب منذ أن كنا صغارا، تلك الجملة التي كنا نقرأها في كل مكان، ونسمعها في كل حين، تلك الجملة التي تقول (لا للمخدرات)!.



Alwan_mohd@hotmail.com
http://twitter.com/alwanSu
بواسطة : علوان السهيمي
 10  0