×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نورة الرواضين

الى متى هذه الغفلة
نورة الرواضين

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلاح م على الهادي البشير محمدا وعلى آلة وصحبه اجمعين وبعد
نرى في حال هذه الامه غفلة لابد من الاستيقاظ منها والتنبؤ بمساوئها فالكثير منا نسو أو تناسوا الحساب والآخرة بطول الامد فمالو الى الدنيا وشهواتها فتساهلوا في كثير من أمور الدين والسبب بعدهم عن الشريعة والقرآن والسنه النبوية التي ان كان على اتصال دائم معها ويكثر من تعلم الدين فهي بإذن الله الحصن الحصين لهذه الغفلة كما جاء في حديث مسلمه عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ .....الحديث نسو اولئك البشر تعاليم الدين الاسلامي فتساهلوا في تربية الاولاد على حب الدين فنشأ نشأ لا يقيم الصلاة بل لا يعرف كيفية الصلاة والصدقة والصوم الا من رحم الله وكثر الاختلاط وقطيعة الرحم بأسباب وبدونه وكثرة الغيبة والنميمة والحسد والبغض بين الناس حتى صار من المستغرب في هذا العصر ان تصل رحمك أوان لا تغتاب أحد فتكون بالنسبة لهم شيء غريب والأصل أن الكل واجبا عليه فعل هذه الأمور فياله من زمن الغفلة وفي القرآن نصا صريح يخبرنا أنا ما وجدنا على الأرض الا لهذا الشى العظيم وهو عبادة الله وحده والعمل على تطبيق الاحكام قال تعالى "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" أي انا ما خلقنا حتى ننغمس في هذه الدنيا الفانية ولا نغفل عن اوامر الخالق الكريم فكثير تجده لاهي في ملذات الدنيا يلهث وراء الشهوات من جمع مال وحب للنساء ونسي الوظيفة الاساسية في هذه الدنيا بل أن بعضهم نسي قراءة القرآن وأن سألته ما السبب أخبرك أنه منشغل بأعماله وشكا من ضيق وقته وفي المقابل أخبر صلى الله عليه وسلم أن من جعل الدنيا أكبر همه جعل الله فقره بين عينيه فإلى متى هذه الغفلة أيها المؤمنون إلى متى الظالم يستبد بظلمه وآكل الربا في ضلاله والراشي والسارق وقاطع رحمه غارقون في ذنوبهم ألم يأن لهم الاستيقاظ من الغفلة والرجوع الى الرشد والتمسك بالدين الاسلامي قال تعالى "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " فلو أن المؤمنين رجعوا إلى الدين وطبقوا تعليمه لما رأينا الظلم والفساد والفقر الذي نشاهده في هذا العصر فبذنوبنا نعاقب وأكبر دليل على ما حصل من حال الامم والشعوب التي اسقطت حكامها الظالمين لانهم يريدون أن يكون المرجع الأساسي للحكم القرآن والسنه لا نه لم ولن تجد شرع يحفظ لك امنك وكرامتك واستقراره مثل الدين الاسلامي اخوتي الاحبة رساله إلى الذين يريدون أن يحكموا بغير سنة الله ورسوله إلى الذين يتزعمون الحرية و الديمقراطية إلى الليبراليون فلننظر ماذا حصل في العالم من حولنا وهو أكبر دليل على البعد عن الدين الاسلامي إلى الذين يريدون أن تخرج المرأة المسلمة العفيفة المحجبة من بيتها لتخالط الرجال وتنزع الحجاب بحجة أنه يعيقها إلى الذين يسبون الله ورسوله وأهل بيته ويشككون في نبوته ومصداقيته ورسالته إلى الذين يريدون أطفاء شعلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكفيكم غفلة وغرقا في ذنوبكم فلن تستطيعوا إضلال الناس وتغريرهم بأفكاركم الالحادية والمسيئة والخفية أن المصيبة الأعظم والداهية الأطم أن يغفل العبد عن دينه أن يغفل عن الله أن يغفل عن اليوم الاخر فتلك والله المهلكة للفرد والامه على السواء ألم تسمع ما أخبر الله به عن قوم فرعون وبين سبب هلاكهم حيث قال تعالى "فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآيتنا وكانوا عنها غافلين "وأن من صفات اولئك الغافلين أنهم ما عادو يفرقون بين الحلال والحرام يتابع نفسه فيما تشتهي بغير تفكير ولا خوف ومن صفاتهم ايضا انه قد طبع على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فتجد أحدهم لا يعقل الهدى ولا يسمعه ولا يحب سماعه ولا يراه ولوكان أمامه. لا يحب مجالس الصالحين وأن حضر مجالس الخير مكرها خرج منها كما دخل لا يستجيب لنصيحه ولا يتأثر بموعظة الغافل مشغول بزينة الدنيا متبع لهواه مفرطا في أمر دينه الغافل أيه الاحبة تقعد به غفلته عن الترقي في مراتب الكمال يقول الامام ابن القيم في ذلك :لا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الاحسان كما لا سبيل للقاعد الوصول إلى البيت كم من المجالس يود المرء أن يخرج منها كفافا لا له ولا عليه لما يدور فيها من تشجيع على الفساد وتبادل الخبرات في ذلك كم من المجالس شغلت بأخبار الكره والملاعب واللاعبين حتى أنك تجد أحدهم قد ملأ صحيفة يومهم كلها بتلك التفاهات فيأتي بها يوم القيامة نادما على ما فرط من أمره فقد قام العلماء بحصر أضرار الغفلة في ستة نقاط :

1- تنزل الهم والغم في القلب وتبعد عنه الفرح والسرور
2-تجلب الشيطان وتسخط الرحمن
3- تبلد الذهن وتسد ابواب المعرفة
4- تورث العداوة والبغضاء وتذهب الحياء والوقار بين الناس
5- انها مدعاة للوسوسة والشكوك
6- تبعد العبد عن الله وتجرئه لفعل المعاصي
ونرى كثير من حال الناس وماهم عليه من شدة جرأتهم على ارتكاب الذنوب والمعاصي وتهاونهم تقول إما أنهم لم يصدقوا بالنار أوان النار خلقت لغيرهم انشغلوا براحة ابدانهم وسعادتها في الدنيا الفانية وأهملوا سعادتها وراحتها في الاخرة
أخي الحبيب
وصيتي ووصية الانبياء من قبل إياك إياك أن تغتر بهذه الدنيا وتركن إليها وتكون هي همك وغايتك فإنك مهما وصلت وكسبت وعشت فيها فإنك راحل عنها لا محاله أسأل نفسك أذا جاءني ملك الموت ولم أتب ولم أستقيظ من غفلتي فاعلم أن الإجابة هي الحسرة وأي حسرة والندامة وأي ندامة فكن أخي الحبيب عاقلا فطنا وأعمل لآخرتك فإن الموت أمامك ومصيرك الحتمي والقبر وظلمته إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة والحشر وأهواله فلا ينفع الندم ولا الحسرة لأنه كانت بيدك الفرصة في الحياة بأن تتوب من الغفلة والذنوب وتذكر حال الذين خرجوا من الدنيا و والله لتخرجن انت منها كما خرجوا
لكنك انت الان في دار العمل وتستطيع التوبة والعمل. أما هم فكثير منهم يتمنى الرجوع ليعمل فيما قصر في جنب الله ولسان حالهم يقول في قوله تعالى "يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون"
فاحذر اخي الحبيب أن تغلط غلطتهم فتندم حين لا ينفع الندم وانقذ نفسك من النار ما دمت في الحياة بصحتك وعافيتك قبل ان تقول "ربي ارجعون لعلي اعمل عملا صالحا فيما تركت"
أسأل الله العلي العظيم أن لا نكون من الغافلين عن ذكر الله القاسية قلوبهم النادمين والمتحسرين وأن يجعلن من الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله وقلوبهم حية بالتوحيد والخوف والرجاء من الله انه سميع مجيب .

كتبه / مرعي القحطاني

marei-555@hotmail.com
بواسطة : نورة الرواضين
 1  0