×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نورة الرواضين

وأد المبدعات
نورة الرواضين

طبيعة المجتمع لدينا هي طبيعة ذات تكوين خاص وتركيبة ايديولوجية معقدة
تفكيكها بغية فهمها يتطلب بحثــًا انثروبلوجيـًا عميق,فحابل الحرام اختلط بنابل العيب
حيث تداخلت المفاهيم ما بين أعراف صحيحة و أعراف سقيمة
نجد المنفتح يتذبذب في صراع بين قيم اصيلة وقيم دخيلة
ويتقوقع المتزمت أكثر, خوفـًا على ذاتهِ المتدينة من الشبهات و البدع .
تبقى المرأة ديدن التيارات على اختلاف أدوارها التي تلعبها هنا وهنا إلا أن الدور الأكثر مدعاة للشفقة
هو دورها الثقافي التنموي المهمش إذ تبرز الأعراف و العادات والتقاليد كمسرح جريمة يجسد عليه حبل مشنقة الإبداع النسائي .
بحجة واهنة خلف ثيمات دينية , الدين منها براء و إلا ما وصلنا صيت رابعة العدوية و ظهورها بجدارة وسط صفوف
شعراء المتصوفين .هاهي خرجت بإبداع نسائي من عمق الرؤية الإسلامية .
هي أنموذج في عصر هضم الحضارة جيداً ...فيما يضج حاضرنا بنماذج يُوْءَد ,بها الإبداع النسائي
خشية إملاق آخر غير الفقر,هو إملاق العيب ..هذا العيب توطّن في ذوات
النساء وهن صغاراً فهي تكبر مقتنعة أن حرف شِعرها عيب ! وريشة لوحاتها عيب!ما الضير ؟ و اسمها من قبلُ عيب !
لذا أُبصرُ الكثير من المبدعات المَوْءُودات على نطاق مجتمعنا التبوكي , لقناعة مترسبة في دواخلهن
أن ما يملكنهُ من إبداع هو عيب أو لاداعي من إظهاره !

ما أود قوله هو أي خطر هذا الذي يصنعه المجتمع بتجريد جنس كامل من إبداعه لجنحة "نوعه" ؟!
لا بد من إدراك أن التنمية الإنسانية تسهم بها أيادي من رجال وأيادي من نساء سويةً ,
حتى يتحدوا في بلورة نسق و هوية نعرف بها بين الأمم .
ولا أجد مثلاً عاميـًا صحيح وحقيقي مثلُ القائل : يد واحدة لا يسعها التصفيق .
لذا لن تقوم لنا قائمة من حضارة دام و أن سياسة الوئيد لا زالت مستمرة
يمارس وأدها نمط فكري رث و بالي ساد و راج عند أغلب أطياف المجتمع .
بواسطة : نورة الرواضين
 14  0