×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سديم العطوي

تراثنا العمراني .. والملتقى الثاني
سديم العطوي

أحيا ملتقى التراث العمراني بالمنطقة الشرقية الذي انعقد من 26 28/1/1434هـ . فترة تميزت بها أرض المملكة بحضارات متنوعة بتنوع الموقع الجغرافي , كيّف الإنسان معها نفسه , فبنا حضارة تلبي احتياجاته حسب الموقع الذي تحكمه عوامل جغرافية طبيعية , عاشت أحقاب لم تتأثر بعوامل الزمن غير ما كان من الإنسان نفسه من خلال الحروب والإهمال والهجرة عنها , لمست فيه أن أحلامنا بالمحافظة عليه من الاندثار بدأت تتبلور , من تعريف لتراثنا العمراني بإقامة المعرض وتقديم الدراسات والبحوث وتحديد المواقع والمطالبة بإعادة ترميمه وكيفية المحافظة عليه وأهم العوائق ومحاولة تذليلها وتشجيع الملاك والمستثمرين بالمشاركة بالترميم ومن ثم تأهيله وتقديم التجارب من الدول التي سبقتنا بهذا الشأن , فباكتشاف البترول والتطور تركها سكانها ونزحوا ليعيشوا تحت رفاهية زائفة , ولو انقطع في يوم ما ضخ البترول سنكتشف مدى هشاشة هذه الثقافة العمرانية المستوردة بدليل العمر الافتراضي الذي تعيشه , وعدم مقدرته على التكيف مع العوامل التي تتحكم في بيئتنا , بعكس ما بناه الأجداد والذي عاش أحقاباً من الزمن دليل الهندسة المعمارية المتوافقة والبيئة التي أعطتها هذه القوة في الصمود أمام هذه العوامل البيئية .لكن انعقاد الملتقى بطريقة دورية سنوية وإعادة الأوراق العملية كل عام وبنفس الطريقة سيفقده القيمة ويصبغها الروتين بصفته لتموت بعدها أهميته , كذلك وكما يقول المثل " أهل مكة أدرى بشعابها " فكان من المحتوم على الملتقى الاهتمام بطريقة أوسع بدعوة المرأة السعودية , لتبرز مدى أهمية هذا التراث العمراني بطريقة عميقة نابعة من ثقافة خرّجتها الحياة منها , بدل دعوة امرأة من الثقافات الدخيلة علينا لتشرح لنا حضارتنا وكأننا لا نستطيع فهمها ولا نحمله كموروث لنا , وبذلك أخذّت مسئولية المرأة السعودية بالتراث العمراني مع المرأة من الثقافات الأخرى الاتجاه المعاكس . ولأخذ الملتقى أهمية أكبر ويبتعد عن صفة الروتين , أن يعقد كل ثلاث سنوات يتم فيها طرح مشاريع ترميم وإعادة بناء التراث العمراني ومناقشة تنفيذه وجهة التنفيذ وسنوات التنفيذ والمستفيد , بتزامن موعد التسليم مع موعد إقامة الملتقى الذي يليه , وعرض مراحل تنفيذ المشروع بشرح كامل من خلال الجلسات والمحاضرات , ويُساءل المقصر لنضمن سرعة إعادة بناء حضاراتنا قبل اندثارها . وما يثلج الصدر ما رأيته في سمو الأمير سلطان ابن سلمان أثناء حضوري الملتقى من دافع قوي لإعادة بناء هذه الحضارة التي تحتاج لمثل سموه لتكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة التي تشتهر بحضارات قامت ونحن امتداد لها .
بواسطة : سديم العطوي
 1  0