×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
فرحان محمد الرقيقيص

الشباب..وفقدان هيبة رجل الأمن !!
فرحان محمد الرقيقيص

الأمن هو من ضروريات الحياة السعيدة الهانئة التي ينشدها الإنسان وإذا وجد الأمن قلت المشاكل وأمن الناس على أنفسهم وأموالهم وذرا ريهم وإذا فقد حلت المصائب وكثر التعدي على الأرواح والممتلكات بل قد يصل الأمر إلى أبعد من ذلك من التعدي على الأعراض ـ لاقدر الله ـ والشواهد حولنا كثيرة في الدول التي فقد وضاع فيها الأمن والأمان . ولتأكيد أهمية الأمن قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا( .
كل ماسبق هو توطئة ومقدمة لما سوف أتحدث عنه بكل شفافية ووضوح مغلفة بحب لهذه البلاد المباركة وحكامها ـ حفظهم الله ورعاهم وسدد على طريق الخير خطاهم .
لا زلت أذكر أننا حينما كنا صغارا كنا نخا ف رجل الأمن وله في أنفسنا هيبة عظيمة وحينما كنا نشاهد الدوريات الأمنية تسير في الحي نشعر بهيبة رجل الأمن وكان كل واحد منا يتمنى أن يكون هو ذاك الجندي الذي يمثل الأمن ويسعى للحفاظ على أمن الناس ويضرب بيد من حديد على أيدي اللصوص والمجرمين . وكانت الدوريات الأمنية تجوب الأحياء والشوارع وخاصة في الأوقات المتأخرة من الليل وتستجوب الشباب المتسكعين في الشوارع وتأخذ التعهد عليهم بعدم العودة إلى ذلك مجددا وتلزمهم بالدخول إلى منازلهم في هذا الوقت المتأخر فقط ورغم بساطة الحياة أنذاك وعدم كثرة الجرائم كماهو موجود في زمننا الحاضر. فقد أسهمت هذه الإجراءات المتبعة في ذلك الوقت من التقليل من الجرائم من قتل وسرقة.....الخ.
لكن ـ للأسف الشديد ـ منذ سنوات ونحن نشاهد أن رجل الأمن فقد بعضا من هيبته أفرادا وضباطا حتى أصبح بعض صغار السن حينما يشاهدون الدوريات الأمنية وهي تحاول تفريق تجمع لشباب يمارسون( التفحيط )فإن هؤلاء الصبية يرشقون الدوريات الأمنية بالحجارة بل ويتلفظون عليهم بألفاظ نابية لاتقال للشخص العادي فكيف برجل الأمن الموكل له حماية الناس والمحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم .ورجال الأمن ـ وفقهم الله ـ لديهم من الشجاعة الكبيرة التي تمكنهم من ردع هؤلاء المتطاولين عليهم ولكن الأنظمة والتشريعات الحديثة جعلتهم مكتوفي الأيدي ولاشك أن هذا مؤشر خطير يجب أن تتكاتف جهات عدة لدراسة هذا الأمر ووضع الحلول المناسبة له حتى لايستفحل.
ومن وجهة نظري المتواضعة أن هناك عدة أمور أسهمت إسهاما مباشرا في فقدان هذه الهيبة أوجزها هنا :ـ
ـ هيئة التحقيق والإدعاء العام من خلال أنظمتها التي أصبحت سيفا مسلطا على رجال الأمن والمحققين الذين يباشرون القضايا الأمنية. فأصبح هناك دلالا للموقوف بل وأصبح البعض منهم يهدد بشكواهم إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام عند حضورهم . وأنا هنا أقدرعاليا دور وأهمية التحقيق والإدعاء العام لكن لابد أن يكون هناك مراجعة ودراسة مستمرة للأنظمة التي تعاقب الجناة وفي الوقت نفسه تحفظ لرجل الأمن هيبته .
ـ تحميل رجال الأمن تلفيات سيارتهم عند مباشرتهم لحوادث كالتفحيط وغيره وكمثال بعض زجاج السيارات يعادل راتب جندي من جنود الأمن !! لماذا يحمل مثل هذا الأمر وهو يقوم بواجبه الموكل له؟؟؟.
ـ البنية الجسمانية والطول الغير مناسب لبعض رجال الأمن .فلابد أن تكون البنية الجسمانية جيدة وكذلك الطول وهذا هو المعمول به في معظم دول العالم.
ـ صغر سن بعض رجال الأمن الذين يباشرون بعض القضايا الميدانية. فأرى تطعيمهم بأصحاب الخبرة من رجال الأمن الذين يجيدون التصرف في بعض المواقف التي قد لايجيد رجل الأمن صغير السن التصرف فيها.
ـ عدم تلقي رجال الأمن دورات في فنون الدفاع عن النفس . فهذه الدورات تزرع الثقة في نفس رجل الأمن وفي المقابل تردع كل من يحاول التعدي عليهم.
ـ نقص ثقافة الحواروالتعامل مع المواطن لدى بعض رجال الأمن . فلابد من إقامة دورات تثقيفية لرجال الأمن وتدريبهم على كيفية التعامل الصحيح مع المواطن وحل بعض المشاكل التي قد يواجهونها أثناء عملهم.
وفي الختام:
لرجال أمننا البواسل كل المحبة والتقدير للدور الذي يقومون به وماذكرته هو من باب التناصح والحرص على ظهور رجل الأمن بالصورة التي ننشدها جميعا .
سائلا الله ـ عز وجل ـ أن يديم على بلادنا أمنها وأمانها وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا .
بواسطة : فرحان محمد الرقيقيص
 6  0