×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
خالد ساعد ابوذراع

سرقة المريض في ظل غياب الرقيب
خالد ساعد ابوذراع

(1)
سَاءَتْ ملامح الزمنِ كثيرًا في هذه الأيام، حيث
باتَت مخافةُ اللهِ واجتناب معصيتهِ من مخلفات
ذلك المجاهد في عملِه، المتقنِ لجريمته وصارَ
همه الأسماء والأرقاء هو سرقة ما خف وزنه وكثرَ مكسبه،
ويغض النظر عن طريقة جلبها، ولا يبالي بحقوق الآخرين،
ولا يؤمنُ بأبجديات النظام المتعارف عليه داخل الدولة،
وقد يخلق دستوراً يواكبُ أفعاله وتحركاتَهُ
حتى يستند عليها،، حتى تصبح عــادة.


(2)
ومن ثمّ يباشر بالعمل بها بشكل يومي حتى يكثر تواجدهم
في شتى الأماكن، بعضهم واثق الخطى سريع البديهة والحركة،
وهنا تكمنُ وتكتملُ الخطورةِ، ومنهم المرتبكُ الخائفُ؛
وهذا قد يتضح بسرعة ويصبح اقلُّ خطراً من الأول.


(3)
قبلَ برهة من الزمنِ أنبأني احدُ الزملاء انَّهُ قد قٌررَ عليه
عملية في إحدى مستشفيات، وكانَ على الموعدِ، وبعد إتمام
العمليةِ بنجاح استقرَّ حاله؛ ومازال أثار المخدرِ ظاهراً على
هيئته حتى انتهَى مفعولُه إذ بهواتفِهِ النقالةُ قد سُرِقَتْ من تحتِ وسادتِهِ .
وبعدَ هنيهة اتضح لَهُ إن السارقَ من عُمَّالِ النظافةِ،
-سرقها- حينما أراد تنظيفَ الغرفةِ الخاصةِ بالمريض.
أين الرقابةُ وأين الأمان الذي نرجوه ؟
أن في هذا المكانِ وهذا الضعفِ الذي يعتري المريضُ
أكثر ما يحتاجُهُما هما الأمان والراحةَ، لا، السرقةَ وزيادةَ المتاعبِ .



(4)
أن أهم ما نحّصلُهُ من أفعالهم على المجتمعِ إننا نشجبُ نعمةَ الثقةِ
والأمان وتكثُرُ الظنونُ والشكوكُ فيما بينَنَا وعلى أثرها
نحصدُ ثمرةَ السارقِ إما بعداوةٍ غليظةٍ وإما بكراهيةٍ مطلقه .


(5)
في هذا المقال لا نريدُ أن نخوضَ في حوارٍ جديدٍ
فالعمالةُ داءٌ ليس لهُ دواءٌ لو تعلمون ..
ولكن الذي نريده من حكومتِنا الرشيدةِ هي تشديدُ العقوباتِ
لكلِّ من تسولُ له نفسُه بفعلٍ مثل تلكَ الأفعال.
أخيرا:
هل بإمكاننا إن نُثقفَ مجتمعاتِنا من تلك الصنعة, نأمل ذلك.



للتواصل مع الكاتب: qwer2020@hotmail.com
بواسطة : خالد ساعد ابوذراع
 9  3