×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نورة الرواضين

عولمة الواتس آب
نورة الرواضين

لقد تنفس كثيرا من مستخدمي الهواتف النقالة عندما حل الضيف الكريم (الواتس آب)ليتيح لهم سهولة التواصل كأفراد وجماعات ، ناهيك عن الخدمات الأخرى التي بدأ يوفرها في عالم الاتصال والتواصل ،كسهولة نقل الصور ومقاطع الفيديو وكذلك التخلص من عقدة السبعين حرفا التي كان المشترك سابقا يقوم بتشريحها وتقطيعها وتلخيصها حتى لا تزيد عدد الأحرف عن هذا الرقم(70)في الرسالة النصية الواحدة ،واليوم أصبحت الرسالة النصية(المسكينة)شيئا من الماضي وكأنها من التراث القديم.

وعند السؤال لماذا ربطنا الواتس آب بمفهوم العولمة ، فالجواب هو أن هذه الظاهرة التي ظهرت مع موجة الحداثة وعمت أنحاء الكرة الأرضية وفي شتى المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية..الخ،عملت على نشر العديد من التقنيات الحديثة التي توفر للإفراد سهولة الإرسال والاتصال ولكن دست بين جنباتها السموم والآثار غير الحميدة وهذا ما نشاهده ونلاحظه في عالم الواتس آب.

عولمة الواتس آب هذه التقنية الحديثة المسلية والجميلة في خدماتها،بدأت تظهر لها بعض الآثار الأخرى،فهذا الضيف أصبحنا نجد آثاره في حوادث المرور فكثير من التقارير تشير إلى وجود نسبة كبيرة من الحوادث تسبب بها السائقين لانشغالهم بالجوال أوبالرد على رسائل أصدقاء الواتس آب،كما أن هذه الخدمة أدت إلى انزعاج كبار السن(الشياب)من أبنائهم لأنهم عندما يأتون لزيارتهم أصبحوا (صم بكم)لا يتحدثون إليهم لانشغال كل فرد بالرد على رسائل المجموعات(القروبات)،كذلك الزوج والزوجة كان لهما نصيب من هذا التطور كلا في زاوية قبل النوم منهمك في الظلام بالرد على سيل من الرسائل الواتسابية،ولو ذهبنا إلى الموظفين لوجدنا معظمنا مشغول بالرد والإرسال بهذا الخصوص ،أحدهم يقول أشغلتنا هذه الخدمة عن تلاوة القران الكريم والآخر كانت ملاحظته أنه من زمان لم أقرأ جريدة ولا كتاب،ولكي تتحقق من صحة وحقيقة هذه المشكلة أنظر إلى أي جلسة كانت عامة أو عائلية أو شخص منفردا،ستجد أغلب سلوك ممارس بينهم هو أن اليدين تمسكان الجهاز النقال والفرد لا يحس ولا يشعر بما يدور حوله،ولن أبرىء نفسي من هذه القضية فبسبب انشغالي بالرد على رسائل المجموعات ذهبت عني الطائرة عندما كنت أنتظر بالمطار موعد إقلاعها،وغيري بسب هذا الانشغال تركه الباص والبعض انشغل عن عزومه كان يود حضورها،وهناك الكثير من المواقف الغريبة والعجيبة التي تسبب بها انشغال الفرد بهذا البرنامج ،كما أن هذه الخدمة أدت عند البعض في التقليل من زيارة الأرحام والأقارب والأصدقاء أو حتى الإتصال بالهاتف فيما بينهم والاكتفاء بالرسائل المكتوبة والمصورة،أضف إلى ذلك أن هناك من استغل هذه الخدمة المميزة في استخدامات غير أخلاقية كنشر الشائعات والفتن في المجتمعات ،وأيضا نشر المواضيع المحرمة شرعا والمجرمة قانونا،وكذلك نشر الأمور التي ليس لها قبول في المجتمع وتنافي عاداته وتقاليده،ومن الناحية الصحية فإن انشغال وتركيز الفرد بجهازه النقال أو الحاسب الآلي لفترات طويلة يتسبب في ظهور بعض المشاكل الصحية على العينين والجسم بشكل عام.

فهل يا ترى المشكلة في برنامج الواتس آب أو غيره من البرامج التقنية الأخرى أو أن المشكلة فينا نحن كمستخدمين ،والحقيقة التي لن يختلف عليها أحد ، أن منبع المشكلة هو الفرد بحد ذاته ،لأن التقدم العلمي والمعرفي لن يتوقف بسبب إهمال البعض في تنظيم استخدامه للتقنيات الحديثة ،لابد من احترام وقت العبادة والصحة والتكاليف والواجبات الاجتماعية والأسرية وحقوق الآخرين وغيرها من الالتزامات التي يجب أن يقوم بها الفرد في حياته ومجتمعه،يجب أن تستخدم هذه التقنية بالصورة الصحيحة وفي الأمور المفيدة،لا أن تتسبب في قطع تواصل الأفراد فيما بينهم،أو أن تستغل في نشر الفتن والإشاعات أو أن تعمل على نقل ما هو غير مباح.
بواسطة : نورة الرواضين
 5  0