×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور / يحي العطوي

أمراضُنا الاجتماعيه !!
الدكتور / يحي العطوي

ان المجتمع يمرض كما يمرض الأنسان بل أن مرض المجتمع هو أخطر بكثير من مرض وأعتلال بني البشر، ولا يمكن لي الإ أن أصف (البطاله،الفقر،الجريمه،العنف ضد النساء والأطفال ،والعنوسه،وأرتفاع معدلات الطلاق،وأنتشار المخدرات) بالأمراض الأجتماعيه المستعصيه والتي يعاني منها المجتمع السعودي ،وهي أخطر بكثير من الأمراض العضويه والتي يكون تأثيرها علي الفرد لوحده؟وهي بالطبع أمراض تتعلق بالفرد والأسرة والمجتمع ولا يمكن وضعها في مرتبة واحده من حيث حجمها وخطورتها تناولوا اي من هذه الأمراض وتمعنوا في الحلول التي وضعت للتصدي له خلال العقد الأخير علي أقل تقدير،وهل كانت حلول ناجعه تسر المواطنين،تجعلنا نطمئن أن قضايانا ومشاكلنا وأمراضنا الأجتماعيه هي تحت المجهر،وأننا نتعامل معها بمنهج علمي كفيل بالحد من تداعياتها علي آمن الفرد والجماعة
والسؤال الأهم هل لدى الجهات الرسميه والمدنيه التي تعني بهذه القضايا إحصائيات وأرقام ونسب تحدد لنا بشكل دقيق مدى إنتشار هذه الأمراض في مجتمعنا،وهل لديها من التشريعات والتنظيمات التي تساعدهم في إيجاد الحلول أم أن الأمر يخضع لرؤى وقرارات فرديه بعد فتره بسيطه نكتشف أنها لم تكن سوى مسكنات وقتيه وأن المرض لازال موجودا وينخر في مجتمعنا؟
خذوا مثلا البطاله والذي أعتبره الجين المسبب لأغلب أمراضنا ،وأنظروا كيف تعاملنا معه لتدركوا أننا نسير في الأتجاه الخطأ من وجهة نظري فإذا كانت لدينا مشكله في إيجاد فرص عمل للشباب وهم الشريحة الأكبر في المجتمع، أذا لماذا هذا التوسع للقبول في الجامعات بنسبة فاقت العام المنصرم ٩٠/بعكس باقي دول العالم ،الإ اذا كنا نسعى الي المزيد من معاناة وأحباط شبابنا بعد أربع سنوات قادمه،لقد تأخرنا كثيراًً في تطوير التعليم ليُصبحٓ مواكباً لمتطلبات وتطلعات سوق العمل السعودي فالمدارس الثانويه في دولا كثيره تخرج الشباب لسوق العمل ،بينما لدينا الجامعات بالكاد تفعل ذلك ،والسؤال المحير الذي يدور في مخيلة كل منا لماذا أرتفعت في مجتمعنا معدلات الجريمه بأنماطها المختلفة ،وهل للمتغيرات الاقتصاديه والاجتماعيه الطارئه دور في ذلك ثم أين هي الدراسات والبحوث التي تناولت هذه المشكله ،لماذا هي حبيسة إدراج الجامعات والهيئات ألعلميه لماذا لا يستفاد منها وخصوصا أنها طبقت علي مجتمعنا السعودي بكل مظاهره ومتغيراته وخصائصه الديموغرافيه ، والأهم أين دور علماء الأجتماع في بلادنا من ذلك؟ لماذا غيبوا عن المشهد في وقت نحن أحوج ما نكون اليهم
ولا شك أن حماية المجتمع من أمراض داهمته تحتاج الي تظافر الجهودفي الجامعات ومؤسسات البحث العلمي والموجود من هيئات ومؤسسات المجتمع المدني قبل أن تتفاقم الخسائر كما أننا بحاجه الي مبادرات جريئه وقوانين وتشريعات تتماشى مع الواقع آن الآوان لتطوير برامجنا التربويه والأجتماعيه
آن الاوآن للأسراع في إيجاد وإقرار التشريعات والقوانين التي كثيرا منها تأخر تحت قبة مجلس الشورى ومنها قانون التحرش وقانون تعنيف الأطفال والنساء وقس علي ذلك الكثير
كما أنه آن الاوآن لبناء مؤسسات وتنظيمات اجتماعيه تعني بالشأن الاجتماعي المحلي وتطوير ودعم ماهو موجود منها ليطمئن المواطن أن قضاياه محور أهتمام مختلف مؤسساته المدنيه والرسميه
وكل ما أخشاه أن تتنامي وتتفشى هذه الأمراض وتنهك مجتمعنا وتصيب أفراده بخلل في اداء مهامه ووظائفه نتيجة للتقصيرفي صيانة وحماية المجتمع من هذه الأمراض ، أن طرق مثل هذه القضايا والوقوف عليها وعلي آبعادها وخطورتها لا يعني بالضرورة أن الرؤيه هي سوداويه لكل ما هو جميل في مجتمعنا السعودي بقدر ماهو شعورا بالمسؤوليه لهموم وقضايا تؤرق الجميع
ولأن نضئ شمعه واحده هو أفضل بكثير من أن نلعن الظلام!
بواسطة : الدكتور / يحي العطوي
 65535  0