×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال الثبيتي

مشاريعنا .. كسلانة ..!!
طلال الثبيتي

عندما ترى رجلاً يحمل حقيبة بيده حينها يتبادر إلى ذهنك بأن تلك الحقيبة إما تحمل نقودا بداخلها أو مستندات وأشياء أخرى مهمة ، أما أنا وكثير مثلي فنسير ونحمل حقائب عديدة لكنها فارغة من الداخل لا تحمل شيئاً من ذلك أبداً ، هي تحمل فقط أطنان من التساؤلات التي لا حصر لها عن كثير من السلبيات التي تخص الواقع والأرض وفي كثير من شؤون الحياة البشرية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها .
من بين تلك التساؤلات برق لي سؤال عن حال الأرض وكيف أن البشر رفعوا شأنها في جهة ، وفي جهة أخرى زادوها خراباً ودمارا .. سؤال يحكي شوارعنا وما آلت إليه من إهمال وتقاعس وسوء تنفيذ ، وعدم اكتمال تلك المشاريع الحكومية التي تخص عدة دوائر ومؤسسات في الشوارع والمنتزهات والميادين والجسور والأنفاق والإسكان الحكومي .
أواصل سيري في بقاع الأرض وعند كل بلد أزوره داخل الوطن وأسلتي تسبقني وما تلبث أن تعود إلي مطأطئة الرأس لا تجد جواباً ولا تزيل هماً ولا تشفي من الألم ، حينها أحاول أن أتباسق لأقف في وجه كل من ينتقد ويتهم لكني ما ألبث أن أجد كل الطرق مغلقة في وجهي ولا مفر من الانتقاد .
وبالمناسبة والشيء بالشيء يذكر عندما زرت أحد المدن قبل عامين وزرتها الآن والحال كما هو في كثير من المشاريع لم يخطر ببالي سوى حيوان أذكر أنه يعيش بأمريكا الوسطى يقال له ( الكسلان ) وهو حيوان كريه المنظر بطيء الحركة يقال أنه : يستغرق شهراً كاملاً ليقطع مسافة كيلو ونصف الكيلو ، يسير قليلا ويرتاح كثيراً فيما يبدو لي ، هذا الحيوان حسب أنظمة تلك الدول عندما يرغب في الانتقال من ضفة إلى أخرى عبر الطريق لا تستطيع تجاوزه أو إشغاله ولا حتى إزعاجه بالمنبه بل عليك انتظاره ومنحه حق العبور ، ويستغرق في ذلك ربما بضع أيام ، وإن لم تستطيع نقله بيدك أو تغيير مسار رحلتك ربما ينبني على ذلك أمور كثيرة لا يحمد عقباها لست بصدد شرحها .
لا أبالغ إن قلت لكم أن التشبيه قريب جداً فعقلي لا يمكن أن يقارن بين متضادين ، فمشاريعنا كسلانة جداً وهناك مشاريع قد يبدأ تنفيذها وأنت طفلاً تمارس اللعب في تلك الحفر التي بجوار المنزل وربما باشرت بنفسك ذات المشاريع وأنت مراقباً أو مهندساً أو حتى أميناً ، إن كتب الله لك السلامة من السقوط في إحدى حفريات الأمانة .
فإلى متى ونحن ننتظر مخلص متفاني يُعجب الزرّاع نباته ، إلى متى ونحن نبحث عن مكمن الخطأ ونراه ونغض الطرف عنه .
أكتب ذلك وأنا واثق تماماً بأني لن أغير شيئاً موشوم في كل ناحية من نواحي الأرض ، فتلك قضية الأرض مع أهل الأرض ولكن لن يفلت أحداً من الحساب والعقاب في يوم العرض .
وعسى الله أن يسخر لوطني من أبنائه المخلصين من يجعله واحة مبهرة تسر الناظرين ودام لنا الوطن شامخاً عزيزا لأهله الشاكرين ..
وقفة أخيره فقط :
في وطني : لو صرف المال الخارج من الأرض .. لبناء ما على الأرض .. وأخلص أهل الأرض جميعاً .. لأصبحنا نعيش في جنات ونهر
ذلك بلاغ .. فهل من مُدّكر
فدعونا نعمل لذلك جميعا .


طلال الثبيتي
بواسطة : طلال الثبيتي
 15  0