×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نورة الرواضين

حليمة الصعابي ولحن جيزان
نورة الرواضين

حليمة الصعابي امرأة من ساحل جيزان , تحمل عبق رائحة بساتين الموروث الجيزاني بعمقه الأصيل , على قسمات وجهها عفوية التربية الأصيلة , وصنع الحياة وصعوبة جلب الرزق , والصبر والمثابرة والعصامية , أخذتنا في حديثها على زورق دارت به فينا بين الصيادين على ساحل جيزان , أطربتنا حليمة بأهازيج عرفنا منها كم كان يكدح الرجل الجيزاني , لم تخضعه مرارة الحياة , بل داس الفقر وراح يمخر عباب الصعاب في البحر , فطالت هامته على عنق الزمان عاليا , فحملت تجاربه قافلة السنين لتمد الأجيال بأصالتها كان صوت حليمة شجي فحملتنا حنجرتهاا إلى سنوات العمر الغابرة فشاقنا الحنين إلى الساحل لنستمتع بصوتها فأحضر الخيال ساحل جيزان ورجال زينت الخضرة روائح جوهم المعطر بالفل فطربنا بلحن " بنات البيض "
جنبوني بنات البيض متنشين وانا على معملي
روّحوا هم إلى الشعبين وتنشدوها كيف منزالها
نظمت حليمة عقود الفل وألبستناها , فسرحنا معها بالأغنام نعتلي الجبال تفوح رائحة البعيثران فبعث سحابة عطر تنتشي لها الروح , نرقب الشفق يحن علينا بالغروب لعلنا نجود بلقاء السارحات أثناء العودة وهي تهزج بلحن " يا طالعين الجبل "
يا طالعين الجبل عيني رمت فيكُن
هات الدواة والقلم واكتب اساميكُن
قلبي يحب الحسين يعايروني بُه
وكل ما عايروني زاد حبي لُه

لبسنا الملابس الجيزانية " الحوك " ذات اللون الأبيض الشبيه بالشاش بعد أن قضوا حاجات أسرهم فلا يحتاجوا لأحد أثناء غيابهم مسافرين لصيد اللؤلؤ ننشد لحن " السفر الصيادين "
بو علي قد السفر يا خوان
ولولا المعيشه ما تغربنا
خلنا الزمان سفرة ورا سفرة
ألا من يفارق ديرته جيزان
بو علي لا غرد القمري
خلاني امضي ليلتي سهران
سبب لي جروح وأنا بها ما ادري
ألا من يفارق ديرته فرسان
معاناة وفراق وسهر وصبر جميل بسبب فراق جيزان , عبروا الصيادين بها عن حالهم وجعلوها أناشيد للأجيال تحكي معاناة صياد أبى إلا أن يعيش كريما . في ساحل حباه الله بالجمال. فكان صوت حليمة حاملا لهذا الموروث الذي حملنا معه لنقف على أبواب الماضي .




فاطمة البلوي
بواسطة : نورة الرواضين
 0  0