×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سديم العطوي

يوماً كنا .... بالجامعة
سديم العطوي

عندما كنا في المرحلة الثانوية نسمع بقصص الجامعة والجامعيين كمحاربين كانت حرب الثانوية التي نعيشها آنداك لعبة من العابيهم وهم يواجهون الان حرب الخلاص من الحياة الأكاديمية وهيا حرب ليست سجال إنما الرابح فيها من تفادى المعركة مع صناديد الجامعة الذين تتحكم بهم التوجهات الفكرية والمزاجيات والمصالح الخاصة و وضعه الأسري في الحكم و إختيار طلاب المعركة وتداولت قصص كثيرة مثل طرد بعض الطلبة من القاعه في إحدى الجامعات من أجل تميلة عقاله وطرد أخر لعدم لبسه الشماغ في جامعة أخرى , ومن المزاجيات التي كان يعانيها أحدهم بأن يبشرهم دكتور الماده انه يصحح إختباراتهم في شرفة المنزل ومااصطحب الهواء في طريقه من ورق الطلاب فهم راسبين فأنظر لهذه المزاجية البيئية التي جعلت من ظواهر الطبيعة تحكم بين الناجح والراسب وينوه ايضا انه لايستخسر الصفر على طالب الا ماخسره من حبر قلمه في كتابة الصفر لايزال هذا الدكتور على رأس العمل .
ومعاناة أخرى كنت أعانيها أنا و مجموعة من المحاربين بكلية الهندسة في قطع كيلو ونصف لحظور محاضرة انجليزي في الجانب الاخر من الجامعة في خلال 7 دقائق بعد أنا أخذ الدكتور السابق 3 دقائق من فاصل المحاضرتين ولو فكرت أن تذهب بالسيارة لهذا المشوار المشمس المغبر سيطول ماتسيره بالاقدام الى كيلوات عدة لأن سيارتك أبعد من قاعة الأنجليزي وما أن تصل للقاعة متأخرا وحاولت الا تكون (مصطفى) قدر المستطاع في ذلك الممر الجامعي الحافل بأصناف البشر ستصل متأخرا وستسمع ذلك الدكتور العزيز يغلق الباب وأنت على عتبته ويقول (آآآبسنت) بلهجة انجليزية متأثرة بإحدى اللهجات المحلية!! لاتزال على مسمعي حتى اليوم واذا وفقك الله وأستطعت أن تخرج مصطفى الذي بداخلك تبدأ معاناة أخرى في العودة الى كليتك السابقة في وقت قياسي أخر لمحاظرة تليها رسبت في تلك الماده ولكنها رفعت من مستوى اللياقة في تلك الايام شكرا لها.

القصص لاتنتهي ولاتمل ولاتنتهي معاناة أولئك المحاربين في الجامعة بل يستمر الصراع خارج الجامعة في زحام المدن الكبيرة التي تحوي الجامعات في المملكة قبل أن تصبح في كل حدب وصوب من الحصول على سكن مناسب وصديق مناسب ومأكل مناسب ودراسة ميزانية ومحاولة التعايش مع نظريات المدن الكبيرة وتقوقع البشر فيها والاندماج الاجباري في نشاطاتهم ومحاكاة أسلوبهم ولهجتهم والا ستكون عرضة للاستهجان والاستغباء وغيره , كل ذلك يتكاثف بانتظام على ذلك الطالب المحارب فليس لديه الوقت ليعترض أو يرفض أوحتى ينفجر غضباً أو يتظاهر كما يفعل الجيل المحفز القادم !!!

لانعلم ماهذا الرضوخ النفسي الذي كنا نعيشة! هل هي الجامعة كذلك لابد أن تكون طريق وعر أم أننا سمعنا ماقاله المحاربين القدامى ونتلذذ في تلك المعاناة الأزلية أو كما يصفها أحد دكاترتي في الجامعة معاناة (الكوري دور) معاناة الممرات وهي معاناة تجدها أول الترم عند باب مسجل الكلية المئات في الممرات احدهم يريد حذف مادة وأخر إضافتها وأخر يستنجد من لهيب دكتور لنعيم دكتور أخر ومسكين ذلك. المستجد الذي لايعرف شيء سوى أنه يسمع ( انحش من ذا الدكتور) ولا يعلم لما ينحش ضنن منه ان دوامه وواجباته تكفي لمرور أي ماده أو دكتور , مع كل ذلك لم تقف في وجه ذلك الجيل كل تلك المصاعب يتخطونها بكدمات نفسية قليلة منهم من يتخطاها ومنهم من اصطحبها نوع ما الى بيته وعمله لكن أعظمهم اجتاز وانطلق ولم تخطر يوما ما في أذهان ذلك الجيل فكرة التظاهر والاعتراض كما نسمع يوميا في جامعات المناطق المتفرقة اين الخلل فينا جيل البلوتوث أم في جيل البرودكاست المندفع لم أسمع يوماً أن أحدا ينوي أن يحمل لافتة مكتوب عليها حسبي على الظالم يقف بها أمام عميد كلية الحاسب لعدم موافقته على إعادة إختبار ما ففي زمننا نحمدالله أنا سمح لنا دكتور الماده بدخول الاختبار .

ولم أرى يوما قط من يكتب لافتة أرواحنا في خطر من أجل ماس كهربائي يضرب في أحد بروجكترات الكلية فكنا ننتظر تلك الصعقة لعل تقريرها الطبي يحميني من بعض غياباتي القصرية عن الجامعة ولم نحطم يوما كافتريا وأثاث الجامعة من أجل عميد كلية لاينوي لقاءنا فلقد تخرجت ولم أرى وجهه عميد كليتي الى في يوم التخرج ناصعا من قلة الاحتكاك مع أمثالي من الطلاب ولم نكسر يوما جهاز إنذار الحرائق ونترك المياه في دورات المياه منطلقة انتقاما من اسلوب موظفين الامن الغريب اننا في الجامعة لم نكن نراه هؤلاء الموظفين الا في مكاتبهم اثناء دفع مخالفات الوقوف الخاطىء في الجامعة ولم يكن بأفعالنا أمر يدفعهم للتعامل معنا بأي طريقة نعم لم نفعل شيء من ذلك لم يكن هذا الجيل خانع أو ساذج فهم الان خريجون مهندسون دكاترة ضباط معلمون أساتذة مدراء مبتعثون ومبدعون لم يكن رجل الامن ولا دورة المياه ولا وجه عميد الكلية الحبوب سببا في تعثرهم او حجة واهية لممارسة العبث والفوضى كما هي داخلية هذا الجيل المصدق تحركه عبارات وجمل اندفاعية عبر البلاك بيري أو الواتس اب أو تويتر وغيره تخلق سوبر مان او ويمن في عقله فينفجر بلاهة وبطوليتاً مزيفة خاصتا اذا ماوعده أحد الزملاء بتوزيع أفعاله عبر شبكات التواصل تلاشي المسؤوليات وعدم الشعور بها هو الدافع والشعار الحقيقي في تلك المظاهرات اننا نريد العبث كما نعبث طوال اليوم بأجهزتنا الغبية لانريد الطريق السهل بل الاكثر عبثا يحاولون أن ينقلوا صورا لنا عن الجامعة كأننا لم نكن يوماً بها ولا أعني مثاليتنا فقط وبراءة جامعاتنا مما يحصل نعم قد يكون في الجامعة مايضايقهم مايؤثر عليهم وكثرة التدوال المفرط لأكبر وأصغر الأحداث قد يدفع للتحرك وإظهار الشجاعة الغشيمة لكن أيها الطالب النجيب كن نجيباً وأكاديميا في إعتراضك وتحديد مطالبك فأنت تملك ما لم نكن نملك فأنت قد تتابع مدير جامعتك عبر تويتر وتتواصل مع عميد كليتك عبر الفيس بوك وتراسل دكتورك عبر الايميل وغيرها من البرامج المتكاثرة للتواصل تستطيع أنت ومجموعتك التنسيق والتنظيم وتحديد أهدافكم ومطالبكم وتحركاتكم وأنت في فراش نومك بينما كان حصولنا على رقم معيد الماده طموحاً ومعنويتاً جيدة في الماده فطرقكم/ن أسهل وأسرع وصوتكم مسموع ويؤخذ بعين الاعتبار لتهافت الإعلام على هذه الشبكات وتفتحت عقول وقلوب بعض المؤسسات التعليمية شاءت أو لم تشاء فإن زمانكم يفرض عليهم ذلك وما أجده عكس ذلك قروبات سوداوية تملأها الصور السلبية المهينة لشعار الجامعة أو لرموزها موضوعة جزافا بدون أي مطلب أو اقتراح وبدون أي فائدة تذكر كرفع ملفات المواد أو وضع جداول اختبارات أو اي معلومة أكاديمية و أجد انفلات أخلاقي في تويتر بأسامي مستعرة مقتبسة من الديجي شات بألفاظ قبيحة واتهامات باطلة وحقائق مزورة وصور مفبركة وغرهم غياب النظام وأمن العقوبة وعدم وجود لائحة تأديبية لمثل مرتكبي هذه الأفعال كنا نفقد كل تلك المميزات ونحمدالله أننا فقدناها اذا كنا سنستخدمها بهذا الكم من العبث وأخيراً شكراً لجيل المحاربين القدامى على هذه الطاقة الهائلة في تقبل الوضع والانجاز بأقل الأمكانيات واتمنى أن يوفق الله من هم في استراحة المحارب حتى اليوم يرفع لافتات
Retweet.
بواسطة : سديم العطوي
 6  0