×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور ابراهيم مصطفي هجان

رسالة إعتذار
الدكتور ابراهيم مصطفي هجان

الإعتذار قيمة جليلة من قيم الأدب ، واسلوب راقٍ من أساليب التعامل الحضاري بين الناس وعلامة من علامات الثقة بالنفس لايتصف بها الا الكبار ، الاعتذار خُلق إجتماعي ينفي عن صاحبه التعالي والكـِبٓر ويمنحه المصداقية والثقة في قلوب الاخرين . الكبار يرون في الاعتذار مصدراً لزيادةالثقة ومجالاً خصباً لبناء علاقات اجتماعية قوية لاتتأثر بالنوازل والخلافات . الكبار يعتبرون الاعتذار مهارة من مهارات الحوار فهو يخرج من قلوبهم قبل أن تنطق بها ألسنتهم فيزيلون غضباً عارماً في النفوس ويداوون قلوباً مكلومة ويجبرون خاطراً مكسوراً. الكبار يعتذرون لدفع الشبهة التي قد يتوهمها البعض فهو لاينتظر المعاتبة والمراجعة حتى يبرر موقفه من ذلك بل يُسارع لانهاء الامر في وقته . الكبار يقبلون الاعتذار من المخطئين في حقهم فلا تعالي ولابطر ولكن عفو وطيـب من ثمرات الاعتذار فانه يصفي القلوب ويقي الناس من الهلاك لان عدم الاعتذار يُضخم المشاكل التي تبدأ صغيره ، ان حاجتنا الى ثقافة الاعتذار وغرسها في مجتمعاتنا وبيوتنا ومدارسنا أمر مُلح نحتاج اليه إن اردنا النهوض فهو يُغرس فينا المسؤلية والوقوف على مافعلنا من خير فنستمر ومابدر من خطأ فنقييمه . إنني هنا لاأقصد بالاعتذار كلمة أسـف المستهلكة المقتضبة التي ينطقها الكثير دون فهم لمعناها بل أقصد بالاعتذار إحترام عقول الناس ورد حقوقهم بنفس راضية ووجه بشوش يُذيب جبال التلج . يقول الله تعالى (هذا يوم لاينطقون ولا يُؤذن لهم فيعتذرون) .


ومضه: قبل رمضان وبعده ؛ اعتذر لكل زميل وصديق واحبائي ولكل انسان

لو ضايقته ـ لو جرحته .

واسأل الله ان يُسامح كل من اغتابني ـ اوشتمني ـ او اساءلي .


اللهم ارزقنا حُبّك وحَبّ من يُحبك وحبّ عملٍ يقربنا الى حُبّكَ .
بواسطة : الدكتور ابراهيم مصطفي هجان
 7  0