×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سديم العطوي

أهلا عبد الرحمن
سديم العطوي

كثير من المحاورين حين تضمحل ثقافتهم يعارضون المثقف بما ليس لهم به من علم , ويقفون في وجهه , ويتساءلون عن ما يكتبه , لأنهم يستغربون كيف تكون هذه الثقافة أو العادة عندنا ؟ قبحت أيها المثقف , في لغتهم طبعا , كيف ومتى كانت هذه العادة في مجتمعنا ؟ إإت لنا بديل حتى نقتنع !. والأمر لا يحتاج لا لدليل ولا وتعبيرات رفض في الوجه , واندهاش في الناظرين . قليلا من القراءة عن مجتمعنا السعودي مع استدراك واستيعاب . ليس ذنب المثقف في اضمحلال ثقافة البعض , هناك من يستغرب عن ما أكتبه من مقالات تعنى بالموروث , فيضع العيب والنقص بما اكتب وإنا أقول له " هداك الله ألست في بلادنا الحبية ذات الثقافة الإسلامية العميقة؟" .
وإنكاره دليل بُعدهُ عن ثقافاتنا , فهو مندهش ومستغرب كيف توجد مثل هذا التكافل والتكاتف الاجتماعي في مجتمعنا البدوي؟ أقول وأحمد الله على نعمة الطمأنينة والإسلام .ألم نستمد ثقافتنا من ديننا الإسلامي؟ . ولكنني أعذره وأعذ من هم على شاكلته فهم لا يعرفون من الثقافات إلا الدخيلة , فقد شُحذت قلوب النشء وعقله وأبعدته عن موروثه , حتى خرّجت جيلا مثل عبد الرحمن , ينكر ثقافتنا العربية الأصيلة , ولا شك في أنه لن يستغرب لو قلت طعام فطورنا اليوم من مكادونالذز ! من تلك التقنية التي بدل أن نستغلها للرفع من مستوى ثقافتنا وربط الاجيال فيه مثل الأخ عبد الرحمن الذي يتساءل عن ثقافة ما زالت موجودة وان انكمشت كثيرا إلاّ أن الوعي الذي بزغ نوره في مجتمعنا , أخذ يحييها كعادة كادت أن تندثر ويحاول أن يعرِّف الأجيال بها . لابد من البحث وكان هذا هدفي في عدم طرحي للمكان الذي تمارس فيه العادات الرمضانية لأننا مجتمع واحد وليس مجتمعات فرقتها القبلية والعنصرية . لقد آن أنعي الموضوع فلا القبيلة ولا الطائفية ولا المناطقية التي أرفضها , تسمح لي أن أكتب مكان ممارسة العادة بل يجب على القارئ البحث عن العادة ليجد أنها تمارس في كل مكان هنا في الجزيرة , وأنها من ثقافتنا العربية ,وإنْ اختلفت مسمياتها وطريقة ممارستها لكنها تدور في فلك العادة نفسها .
أهلا عبد الرحمن ومن مثلك نشد رحال المقالات , ونستلهم مدى عمق التجارب في جيل فُصل عن مجتمعه فكريا , وعندما عرضنا عليك حقيقة ثقافتك الجميلة استغربتها وقلت ربما أنها دخيلة فأنكرتها وللأسف هذا حال جيلك .
بواسطة : سديم العطوي
 4  0