×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سديم العطوي

أخان تشاجرا
سديم العطوي

إختلاف الرأي من أكثر الأشياء التي تحصل حولنا وبيننا طوال اليوم في أكبر الأمور وفي أصغر الأمور ولا يخلو مجلس من وجودها وظهورها وقد راج الحديث فيما يخص ان بإختلاف الرأي لايفسد الود وكثرة المقالات والمحاضرات والدروس والمنشورات التي تعلمنا تقبل الرأي الأخر .

وذلك الإختلاف قد يكون عابر كإختلاف اثنين عند إشارة مرورية ينتهي بتعليق منبه السيارة لثوانٍ وينتهي الإختلاف عندما يحصل كلاً منه على طريقه .

الإختلاف في القاعات الأكاديمية على قضية شرعية أو نظرية حضارية أو سلوك إجتماعي ينتهي أيضاً بنهاية المحاضرة أو بنهاية الفصل الدراسي وعادتاً يبقى كلاً من الطرفين متمسكاً برأيه ولكن الخلاف انتهى .

كذلك في الاجتماعات الأسرية أو إجتماع الأصدقاء تبدأ الأحاديث عادتاً بالطقس وهو من أجمل الأحاديث التي تتقارب فيه الأراء ويكون البداية لكسر حواجز المجلس حيث يتفق الجميع على برودته أو حرارته وسرعان مايتحول الحديث عن المكيف الأكفأ هذه الأيام ويظهر الإختلاف .

الإختلاف بالرأي برأيي الذي قد تخالفني فيه عزيزي القارئ هو للطرف الثالث ثقافة وأعني بالطرف الثالث هو المستمع المتابع لهذا الخلاف أو الشجار حتى وإن كان متحيزاً لأحد لايعاني كمعاناة المتشاجرين .

الطرف الثالث نوعان أنواع ايجابي وسلبي .

فالايجابي مستمع جيد لا يتدخل لاتغادر عيناه نظرات التيقض وعقله إقتناص المعلومات الصادرة من الطرفين لتبرير موقفه وتجده يسجل كل تلك المعلومات كنقاط صحيحة أو غير صحيحة أو تحتاج إلى بحث وهذا التقسيم الداخلي في عقل المستمع يختلف من شخص لأخر فما أراه أنا صحيح تراه أنت خاطئ وهذا النوع عادتاً مستمع ومستمتع وإن كان متحيزاً .

أما عن النوع الأخر وهو السلبي سأضرب هنا مثلاً تاريخياً لذلك تدخل هرقل قيصر الروم في خلاف بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين معاية بن أبي سفيان رضي الله عنه وكان تدخله بأن يمد يد العون لمعاوية على علي فكان رد معاوية رضي الله عنه
(أخان تشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما)
موقف هرقل صعب وفاشل جداً بعد أن جاءه هذا الرد
المصيبة إن كان هذا الطرف السلبي قُبل من أحد طرفين الإختلاف هنا تتسع دائرة إختلاف الرأي وعادتاً تخرج من إطارها الحضاري .


كل الرسائل الموجهه سابقا كان للمختلفين ورسالتي هنا موجهه للمستمعين في الخلافات حاول أن تكون طرف إيجابيا في المجالس وفي المعاهد وفي تلقيك الأخبار ولاتكن مع طرف على حساب أخر وأنت لاتملك المعلومه الحقيقة بصدد موضوعهم وحتى إن علمت قد يكون تدخلك كتدخل هرقل مرفوض البته وتتحول الى ساحة للتصافي والتسامح على حسابك والخلاف حولك مستمر صغير وكبير من مشكلة مصر هذه الأيام وتحادم الأراء وإختلاف التوجهات والمعطيات التاريخيه المنتشره بين طرفي التزاع تجعلك حائراً في اتخاد القرار ومن هذا الموضوع الشائك الضخم

حتى موضوع تافه يحدث في منزلك كالاختلاف على شكل ( السمبوسه) على مائدة الإفطار اليوم في هذه الأيام المباركة أعادها الله علينا وعليكم بكل خير .

فكن دوماً طرفاً إيجابيا في قضية مصر أو في قضية ( السمبوسه) ولاتتخلى عن الإيجابية في كل شي وكن محوراً أخلاقيا ونموذجاً في استغلال الخلاف كمورداً لمعلومات جديدة واقتباس مهارات الحوار من المختلفين

وكل عام وأنتم بخير.
بواسطة : سديم العطوي
 1  0