×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سديم العطوي

المجتمع التبوكي في رمضان
سديم العطوي

قسم المجتمع التبوكي قديما أيام رمضان إلى ثلاثة أقسام , فسمى العشرة الأولى بعشر المرق , لأن اللحم يكون فيها يوميا والخير كثير , وسمى العشر التي تليها بعشر الخلق بفتح الخاء واللام , لأن الناس فيها يبدءون بحياكة ملابس العيد , والعشرة الأخيرة بعشر الحلق , لأن النساء تقوم بعمل كعك العيد وحلوياته المعروفة آنذاك , مثل الفتُوت والغريبة , لأن هذه الحلويات تأخذ الشكل الدائري أي شكل الحلقة .
كان المجتمع في تبوك يتسم بالترابط والتراحم والتكافل الاجتماعي , تزيد روحانية رمضان من هذه السمة فيهم , لتجعلها متأصلة في أخلاق المجتمع , فلا تجد جائع طوال أيام رمضان , فقبيل المغرب تبدأ البيوت بتبادل الأطباق بما تحوية من وجبات توزع على الفقراء والأرامل والأيتام حتى لا تجد جار جائع في هذا الشهر بالذات , فمشهد شوارع وساحات الحاضرة لم يغيبه النسيان بل جعلت له الذاكرة الشعبية ساحة للذكريات فيها نسطرها هنا , حين يبدأ خروج الأطفال والنساء الكبيرات بالسن من بيوتهم يتخالفون بالطرقات يتسابقون على بيوت الأرامل والفقراء بما يحملونه من طعام لهم , فلا يهنأ المجتمع التبوكي بطعام وله جار جائع . فترتفع الأيدي إلا الله من فقراءهم للدعوة للقادرين منهم بالستر والخير ما يجعل التبوكيين مجتمع متكامل من الناحية الاجتماعية . وأنا هنا اتكلم عن منطقة تبوك عامة .
في البادية لا يتلذذون بالطعام إلا إذا كانوا جماعة يشاركون بعضهم بعض فيتفقون على أن يكون طعام الإفطار كل يوم على عائلة يجتمع الرجال مع بعضهم والنساء مع بعضهن بحيث لا يمر الدور إلا مرة أو مرتين حسب عدد الجيران طوال الشهر , فيخفف عنهم التكاليف اليومية فتكون اجتماعاتهم يومية تزيد في ترابطهم الاجتماعي وتوثق تكافلهم الاجتماعي المتأصل بتربيتهم الإسلامية العربية في تقديم الكل على الفرد ليتم ليكمل المجتمع بعضه بعضا .
ما زال رمضان يحتفظ بنفس روحانيته القديمة بالمجتمع التبوكي ولكن اقتصرت الاجتماعات على الأسر فقط , واختلفت الأصناف التي تقدم والإطباق , وأخذت الملعقة والشوكة وضعها على السفرة الرمضانية , ومع ذلك ما زالت شوربة الحب والمنسف الأكلات الشعبية القديمة هي سيدة السفرة التبوكية , أما الفقراء والأيتام والأرامل فقد اختطفتهم الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير .

ومضة :
القصير أحفظ حقوقه باحتمال = خل جارك في معزة وارتياح
فاطمة البلوي
بواسطة : سديم العطوي
 4  0