×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال الثبيتي

ترويض العقول
طلال الثبيتي

لم يمر علينا زمن كهذا الذي نعيشه الآن والذي نحتاج فيه إلى الصادقين الذين لا يخشون في الله لومة لائم ..
إن ما يحدث على الساحة الإسلامية عامة والعربية على وجه الخصوص تعجز عنه العقول إدراكاً بعد أن أصبح القاتل معذور والمقتول مجرم ، وبعد أن أصبح السجين رئيس ، والرئيس سجين واختلطت الأمور وكثُر الهرج والمرج .
وفي تلك اللحظات بدأت كل القوى بمقاصد متباينة وأمنيات مختلفة فمنهم من حرك المياه الراكدة لمصلحة سياسية ، ومنهم من يصطاد في الماء العكر لمصلحة شخصية ، ومنهم من يضرب على الأوتار الحساسة للحصول على هبات متعددة أو بث الفوضى وعدم الاستقرار في مكان ما ، وهناك من استقر على عرشه شامتاً بما يحدث . وجميعهم يقف موقف الفتنة وبينهم حاقد وحاسد .. كل ذلك يحدث في بلدان مجاورة ، وتأبى بعض النفوس الحاقدة إلا أن تقحم وطننا وقيادتنا في تلك الأحداث ، لكن ثقتنا في قيادتنا حفظها الله أكبر مما يثيرون ، ونعلم يقيناً أن المملكة حكومة وشعباً لا تتدخل إلا بخير ولمصلحة الأمة الإسلامية جمعاء
وكلنا لاحظ ما تعرض له الوطن الحبيب وما يتعرض له من حملات تلو حملات لمحاولة خلق فجوة بين القيادة والشعب وصنع ثغرة للدخول من خلالها لقلب الوطن ونزع شريان الأمن والتوافق بين الراعي والرعية ، فما نكاد ننتهي من قضية حتى تتساقط قضايا أخرى كالمطر مدرارا وكلها تضرب على الأوتار الحساسة فمرة تضرب وتر العواطف وأخرى تضرب وتر الظروف الاجتماعية والإقتصادية وثالثة تضرب وتر السياسية والإنسانية ، والعجيب أنه يتم اختيار أوقات معينة لضرب تلك الأوتار حتى تسمع طنينها في كل أرجاء العالم .
حملات محبوكة بعناية عبر ( الفيس بوك ) و ( التويتر ) و ( الواتس آب ) وكثير غيرها من وسائل الاتصال تضرب على تلك الأوتار لمحاولة استمالة القلوب وجذبهم لما هو أكبر في خططهم اللاحقة .
فعلينا جميعاً أن نترك السياسة لأهل السياسة ، والفتوى لأهل الفتوى ، والطب لأهل الطب ، وكلاً يشتغل بما هو مؤهل له ، ونبتعد عن مواطن الزلل . وندعو الله بقلب صادق أن يحفظ الدين والوطن وولاة الأمر والعلماء من شر كل ذي شر وسوء . وعلينا أيضاً أن نكون أكثر وعياً فيما يحدث حولنا .
أما أنتم يا من تريدون جر البلاد والعباد للفتن أقول لكم :
شكراً لكم فقد أخبرتمونا كم نحن عقلاء وكم هي غالية قيادتنا على نفوسنا وكم نعشق تراب الوطن .
شكراً .. ولن تفرحوا بتصدير ثوراتكم لبلاد التوحيد .
شكراً .. واستمروا في غبائكم ونحن سنستمر في ولاءنا وحبنا وعشقنا لحكومتنا ولوطننا .
اللهم أدم على هذا الوطن دينه وقيادته ووحدته وقوته .

وكل عام وأنتم ووطني وقياداته بخير وصحة وقوة وسعادة .
والحياة الطيبة هي القناعة .. وما قل وكفى ، خير مما زاد ولهى ..!

طلال 10 / 10 / 1434 هـ
بواسطة : طلال الثبيتي
 4  0