×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ضيف الله عيد المضلعاني

كيف تحافظ على الأصدقاء؟
ضيف الله عيد المضلعاني

الاستاذ محمود البلوي كتب مقالا في صحيفتنا المؤقرة عن الأصدقاء ،وكنت أعد مقالا مماثلا، ولكنه كفاني ،وحيث أنني دائما أفكر كيف نحافظ على الأصدقاء .؟ فقد رأيت أن أدون ما أظنها عوامل للمحافظة على الصداقة ،لعلها تجد من يستفيد منها وهي نتيجة تجربة حياة.
بداية لابد للمرء أن يجتهد في إختيار الأصدقاء ،فليس كل من جالست وحادثت وضاحكت وزاملت وصاحبت تعتبره صديقا، فقد تقول صديق مجازا ،إنما الصديق الذي أريد هو من تعض على صداقته بالنواجذ، وتفتخر بصداقته، وتزهوا بها في كل زمانا ومكانا .فلذا لابد أن تتوفر في الصديق مجموعة كبيرة من مكارم الأخلاق مثل الصدق والشهامة والكرم والبشاشة والتواضع من غير ضعف، والعفة .وقبل ذلك المحافظة على شعائر الدين ولعل عبارة (الإستقامة) تكون مناسبة وشاملة . فإذا وجدت الصديق المناسب، فأعلم إنه يجب المحافظة عليه كما تحافظ على الجواهر . بل والله أن من الاصدقاء من يفوق الجواهر. واعلم إنك مسؤول عن ما يترتب علي نتائج صدقاتك قال الشاعر:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
وخذ هذه المواصفات لعلك تستفيد منها
أولا: الحرص على البشاشة الدائمة مع الناس عامة وصديقك خاصة
ثانيا: إذا كنت في مجلس وتحدث الناس عن صديقك بما لا تريد فلا تشاركهم ،الا بالذود عنه إن استطعت او السكوت
ثالثا: أحترم أهل صديقك واصدقائه ومن يودونه من زملاء واصحاب
رابعا: إذا حصلت منه هفوة او تقصير، فأجعلها سرا من الاسرار ولاتحدث بها أحدا، فقد يتشمت بكما ،او يوقد النار فتنهدم الصداقة. ولله در الشاعر إذ يقول:
وكنت إذا الصديق أراد غيظي وشرقني على ظمأ بريقي
غفرت ذنوبه وكظمت غيظي مخافة أن أعيش بلاصديقي
خامسا: لا تكثر العتاب فقد قال الشاعر
إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
ويقول ليوناردو دافنشي .عاتب صديقك سرا ولكن مجده أمام الآخرين (بتصرف)
سادسا: لا تكثر معه المزاح وخاصة ما يمس العائلة او القبيلة او الإقليم ،وقد قيل- كثر الدق يفك اللحام-وقيل . كثرة المزاح تجلب العداوة.
سابعا: كن معه في أفراحه وأشعره بسرورك وقف بجانبه في أحزانه واشعره أنك معه .بل واجعل كل من حوله يشعر بذلك
ثامنا: إذا احتاجك في حاجة ما فبادر قبل أن يطلب منك خاصة إذا علمت ،وهو المفترض بحكم الصداقة قال الشاعر
صديقي من يشاطرني همومي ويرمي بالعداوة من رماني
تاسعا: لا تبتعد عنه بقدر المستطاع وخاصة إذا كان بمدينتك وقد قيل (زر غبا تزدد حبا)
عاشرا: تجنب الاخبار التي تزعجه وتعكر مزاجه، فقد وجد في المجتمع من يتشاءم الناس من إتصاله، فيقولون فلان لا يخبر بخير فلاتكن ذلك الرجل.
حادي عشر: أخلص في نصحه على إنفراد وأستعمل وصفة الشافعي إذ يقول:
تعمدني بنصحك في إنفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح من الناس نوع من التوبيخ لا أرضى إستماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذ لم تعط طاعة
ثاني عشر: لاتجادله فإن الجدال مذموم ولو كنت على حق، يقول أبو تمام
من لي بإنسان إذا أغضبته وجهلت كان الحلم رد جوابه
وتراه يصغي للحديث بطرفه وبقلبه ولعله ادرى به
وفي الختام ،أعلم أن الحياة جميلة بالأصدقاء الأوفياء وقد قال أحدهم أسعد الناس أكثرهم أصدقاء .قلت ولله در القائل:
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
هذه وصفات من تجارب ومما قرأت عسى أن أكون قد وفقت وبودي أن لا يداخل أحدا ويقول تلك مثالية صعب تنفيذها، فأبشركم أن هذه النماذج موجودة . ولله الحمد من قبل ومن بعد . والله من وراء القصد
بواسطة : ضيف الله عيد المضلعاني
 7  0